{على سررٍ موضونة} مشبوكة بالذهب والجواهر، وقيل: بالدر مشتبكة والياقوت، وقيل: مصفوفة، وقيل: طول كل سرير ثلاثمائة ذراع فإذا أراد العبد أن يجلس عليهم تواضعت فإذا جلست ارتفعت {متكئين عليها} جالسين جلوس الملوك من النعمة {متقابلين} يقابل بعضهم بعضاً للزيارة ولا يرى بعضهم بعضاً قفا صاحبه، وقيل: تقابل المرأة زوجها {يطوف عليهم ولدان مخلّدون} لا يموتون، وقيل: مقرطون، قيل: هم أطفال المشركين خدم أهل الجنة، وقيل: هم ولدان خلقهم الله لخدمة أهل الجنة {بأكواب} جمع كوب وهي الأباريق واسعة الرؤوس لا خراطيم لها {وأباريق} جمع إبريق وهي التي لها عرى وخراطيم {وكأس من معين} أي كأس خمر معين طاهرة للعيون جارية {لا يصدّعون عنها} أي لا تصدع رؤوسهم من شربها {ولا ينزفون} ولا يتردّدون بسكر {وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون} {وحور} قيل: بيض واسعات العيون كأمثال {اللؤلؤ المكنون} في الصدف لا تمسه الأيدي {جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغواً} أي لا يتكلم بشيء لا فائدة فيه {ولا تأثيماً} كلما يأثم به قائله {إلا قيلاً سلاماً سلاماً} أي لكن يسلم بعضهم على بعض، وقيل: الملائكة تسلم عليهم {وأصحاب اليمين} الذين يأخذون كتبهم بأيمانهم، وقيل: يأخذون ذات اليمين إلى الجنة {ما أصحاب اليمين} تعظيماً لشأنهم {في سدر} السدر شجرة خضراء وبها رائحة طيبة، وقيل: هي شجرة النبق {مخضود} أي لا شوك فيه، وقيل: الموقر حملا {وطلح} قيل شجر الموز، وقيل شجرة تشبه الطلح {منضود} ثمرها متراكم نضد بعضه على بعض، وقيل: أشجار الجنة من عروقها إلى فنائها ثمر {وظل ممدود} لا تنسخه الشمس {وماء مسكوب} دائم {وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة} بل تظل في كل وقت {وفرش مرفوعة} قيل: التبسط والمرفوعة العالية، وقيل: رفيعة القدر {إنَّا أنشأناهن} أي خلقناهن واخترعناهن اختراعاً {فجعلناهن أبكاراً} عذارى {عرباً} قيل: العواشق لأزواجهن، وقيل: حسان الكلام {أتراباً} مستويات على نسق واحد، قيل: هنّ نساء الدنيا، وقيل: هن الحور العين، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم طوله ستون ذراع في سبعة أذرع" {لأصحاب اليمين} أي أنشأنا هزلهم {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} قيل: جماعة من الأمم الماضية وجماعة من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} قيل: يأخذ كتابه بشماله، وقيل: الذين يؤخذ بهم طريق الشمال إلى النار {في سموم} ريح حارة وهي سموم جهنم، وقيل: حر النار وما يصيبهم من لهبها {وحميم} ماء حار {وظل من يحموم} قيل: دخان شديد السواد، وقيل: الحميم جبل فيء يستغيث أهل النار إلى ظله، وقيل: اسم جهنم، وقيل: النار سوداء وأهلها سود {لا بارد} لأنه دخان جهنم {ولا كريم} ولا حسن {إنهم كانوا قبل ذلك مترفين} في الدنيا منعمين.