التفاسير

< >
عرض

وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ
٤٦
وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ
٤٧
أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ
٤٨
قُلْ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلآخِرِينَ
٤٩
لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ
٥٠
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضِّآلُّونَ ٱلْمُكَذِّبُونَ
٥١
لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ
٥٢
فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ
٥٣
فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْحَمِيمِ
٥٤
فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ
٥٥
هَـٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ ٱلدِّينِ
٥٦
نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ
٥٧
أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ
٥٨
ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ
٥٩
نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
٦٠
عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَـٰلَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٦١
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ
٦٢
أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ
٦٣
ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ
٦٤
لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
٦٥
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ
٦٦
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
٦٧
أَفَرَءَيْتُمُ ٱلْمَآءَ ٱلَّذِي تَشْرَبُونَ
٦٨
ءَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ
٦٩
لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ
٧٠
-الواقعة

تفسير الأعقم

{ وكانوا يصرّون على الحنث العظيم } كانوا يقسمون بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت { وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً } بعد الموت { أئنا لمبعوثون } أحياء قالوه على وجه التعجب والإِنكار { أو آباؤنا الأولون } الضالون عن الدين لأنهم صاروا رمماً { قل } يا محمد جواباً لهم { إن الأولين والآخرين } { لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم } وهو يوم القيامة { ثم إنكم أيها الضالون } عن الدين { المكذبون } بالآيات { لآكلون من شجر من زقوم }، قيل: شجرة في جهنم، وقيل: هو شيء موحش كريه يأخذ بالنفس والحلق { فمالئون منها البطون } { فشاربون عليه } أي على الأكل، وقيل: على الشجر { من الحميم } الماء الحار { فشاربون شرب الهيم } الإِبل العطاش التي لا تروى، وقيل: الهيم الأرض السهلة ذات الرمل { هذا نزلهم يوم الدين } أي يوم الجزاء { نحن خلقناكم فلولا تصدّقون } بالبعث لأن من قدر على الابتداء قدر على الإِعادة { أفرأيتم ما تمنون } في الأرحام من النطف فيصير ولداً { أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون } لذلك { نحن قدَّرنا بينكم الموت } أي رتّبناه على مقدار، فمنهم من يموت صبياً، ومنهم من يموت شاباً، ومنهم من يصير هرماً، وقيل: قدرنا أي كتبنا آجال الموت { وما نحن بمسبوقين } قيل: لا يسبق أحد فيميتكم قيل: نميتكم، وقيل: الوقت الذي قدر الموت فيه، وقيل: عاجزين عن إهلاككم { على أن نبدل أمثالكم } أي نهلككم وننشئ قوماً آخرين مثلكم، وقيل: على بمعنى اللام، أي قدرنا الموت لنبدل أمثالكم { وننشئكم } نخلقكم { فيما لا تعلمون } قيل: في النشأة الثانية من حيث لا تعلمون كيف كان، وقيل: ننشئكم بصورة القردة والخنازير { ولقد علمتم النشأة الأولى } يعني الخلقة الأولى وهي خلقة الأشياء من عدم { فلولا تذكرون } أي هلا تذكرون أنه قادر على إعادتكم كما قدر على اتخاذكم ابتداء { أفرأيتم ما تحرثون } أي تبذرون الأرض وتلقون البذر { أأنتم تزرعونه } تنبتون { أم نحن الزارعون } { لو نشاء لجعلناه حطاماً } هشيماً متكسراً لا ينتفع به، وقيل: نبتاً لا حب فيه { فظلتم تفكهون } تعجبون، وقيل: تندمون على ما سلف منكم في معصية الله { إنا لمغرمون } أي وتقولون أنا لمغرمون وهو الذي ذهب ماله، وقيل: غرمنا النفقة التي أنفقناها عليها، وقيل: لمعذبون، وقيل: لمهلكون { بل نحن محرومون } أي نحن قوم محرومون لا حظ لنا ولا بخت، وقيل: ممنوعون من الرزق والخير { أفرأيتم الماء الذي تشربون } { أأنتم أنزلتموه من المزن } فإذا لم تقدروا على إنزاله فاعلموا أن له منزّلاً غيركم { لو نشاء جعلناه أجاجاً } قيل: شديد الملوحة { فلولا تشكرون } أي هلاّ تشكرون على إنزاله عذباً تلتذون بشربه.