التفاسير

< >
عرض

أَفَرَأَيْتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ
٧١
أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ
٧٢
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ
٧٣
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٧٤
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ
٧٥
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ
٧٦
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ
٧٧
فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
٧٨
لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ
٧٩
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨٠
أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ
٨١
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
٨٢
فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ
٨٣
وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ
٨٤
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ
٨٥
فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ
٨٦
تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٨٧
فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ
٨٨
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ
٨٩
وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ
٩٠
فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ
٩١
وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ
٩٢
فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ
٩٣
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
٩٤
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ
٩٥
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٩٦
-الواقعة

تفسير الأعقم

{ أفرأيتم النار التي تورون } تقدحون وتستخرجونها من زندكم، أي تظهرونها بالأزند { أأنتم أنشأتم شجرتها } أي أنتم خلقتم الشجرة التي بها النار، وقيل: هو المرخ والغفار، ومنه الحديث: "في كل شجر نار" { أم نحن المنشئون } المخترعون { نحن جعلناها تذكرة } يعني جعلنا نار الدنيا تذكرة للنار الكبرى نار جهنم، وروي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): "ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءاً من حر جهنم" { ومتاعاً للمقوين } المسافرين، يعني النار التي في الأرض المقفرة، وقيل: متاعاً للناس كلهم { فسبح باسم ربك العظيم } الذي خلق هذه الأشياء { فلا أقسم } قيل: معناه أقسم ولا صلة، وقيل: لا يراد، وقيل: القسم كقوله: لا والله لأفعل كذا { بمواقع النجوم } قيل: نجوم القرآن التي أنزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه أنزل نجوماً، وقيل: بمساقط النجوم ومطالعها، وقيل: انتشارها وانكدارها يوم القيامة، قيل: القسم برب النجوم، وقيل: بهذه الأشياء { وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } أي لو علمتم عظمه { إنه لقرآن كريم } هذا جواب القسم، ومعنى هذا الكتاب قرآن كريم { في كتاب مكنون } محفوظ مصون وهو اللوح المحفوظ { لا يمسه } قيل: أنها كناية عن اللوح، يعني لا يمسه إلا الملائكة { المطهرون }، وقيل: هو القرآن فلا يمسه ولا يقرأه إلا المطهرون من الجنابة، وقيل: المطهرون من الشرك، وقيل: لا ينبغي أن يمسه إلا من هو على الطهارة من الناس { تنزيل من رب العالمين } أي منزل من جهته { أفبهذا الحديث } قيل: القرآن، وقيل: الإِعادة، وقيل: النبوة { أنتم مدهنون } مكذبون { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قيل: على حذف المضاف، يعني تجعلون شكر رزقكم التكذيب، أو وضعتم التكذيب موضع الشكر، وقرئ وتجعلون شكر رزقكم أنكم تكذبون، والمعنى تجعلون شكركم لنعمة القرآن أنكم تكذبون به { فلولا إذا بلغت الحلقوم } يعني فهلا إذا بلغت الروح وهي النفس عند خروجها من الجسد في حال النزاع { وأنتم حينئذ تنظرون } إلى أمري وسلطاني، وقيل: الخطاب لمن حضر الميت من أهله فلا يقدرون على دفع شيء منه، وقيل: الخطاب للمريض أي تنظرون فلا تقدرون على دفع ما نزل بكم { ونحن أقرب إليه منكم } بالقدرة { ولكن لا تبصرون } { فلولا إن كنتم غير مدينين } أي غير محارين مدينين، قيل: مديونين، وقيل: محاسبين، وقيل: مصدقين، وقيل: موقنين { ترجعونها } أي هل تردون الروح إلى النفس إن كان ما تزعمون، و{ كنتم صادقين } إلا صانع ولا بعث فإذا لم تقدروا عليه فاعلموا أن ذلك تقدير صانع مدبر حكيم { فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنات نعيم } قيل: الروح: الراحة، والريحان: الرزق، وقيل: الروح: الفرح، والريحان: المشموم، وقيل: روح في القبر والريحان في الجنة { وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين } أي فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين، أي يسلمون عليك كقوله: { { الا قيلاً سلاماً سلاماً } [الواقعة: 26] { وأما إن كان من المكذبين الضالين } عن الحق { فنزل من حميم } أي نزله الذي يقام له ورزقه المعدّ له الحميم ما يجمع من صديد أهل النار { وتصلية جحيم } الحار النار وألزموها دائماً { إن هذا } ما تقدم من الوعد والوعيد { لهو حق اليقين } أي الحق الثابت من اليقين { فسبح } فَصَلّ بذكره، وقيل: نزهه وعظمه.