التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ
١٨
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ
١٩
ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلَٰدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ
٢٠
سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٢١
-الحديد

تفسير الأعقم

{ إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله } أي أنفقوا في سبيله { قرضاً حسناً } قيل: هو التطوع، وقيل: الفرائض { يضاعف لهم } الثواب لأنه دائم { ولهم أجرٌ كريم } دائم لا ينقطع ولا يَمنّ به { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون } هو اسم تعظيم ومدح، وقيل: هم الذين سبقوا إلى الإِسلام مثل علي (عليه السلام) وعمّه حمزة وزيد وسعد وأبو بكر وعمر { والشهداء عند ربهم } هم الأنبياء، وقيل: العلماء، وقيل: نزلت في المؤمنين المخلصين { لهم أجرهم } جزاؤهم عند ربهم في ظلمة القبور والقيامة { والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم } { اعلموا أنّما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ } يعني كاللعب في الزوال { وزينة } منظر يتزينون به لأنه يتحلى فيه أعين الناظرين { وتفاخر بينكم } يفتخر بعضكم على بعض { وتكاثر في الأموال والأولاد } يعني قسمتم همتكم بين لعب ولهو وزينة وهو طلب الملاذ والتفاخر والتكاثر وهو طلب المال وكل ذلك إلى زوال { كمثل غيث } أي سحاب، وقيل: مطر، وقيل: كمثل نبات أصابه غيث { أعجب الكفار } الزراع لأنه يغطي البذر بالتراب نباته من حسنه، وقيل: المراد به الكفار لأن مثلهم يركنون إلى الدنيا ويعجبهم حسنها ولا يرون زينة الآخرة بخلاف المؤمن فإنه لا ينظر إلى زينتها ويؤثر الآخرة عليها { ثم يهيج } أي ييبس، والهيج جفاف فيصفر بعد خضرته، هاج الزرع يهيج هيجاً { فتراه مصفراً } من يبسه بعد خضرته { ثم يكون حطاماً } متكسراً، وأصل الحطم الكسر { وفي الآخرة عذاب شديد } للمصرين { ومغفرة من الله ورضوانٌ } للمؤمنين والتائبين { وما الحياة الدنيا إلاَّ متاع الغرور } لأنها يغتر بها لما يرى من حسن ظاهرها إذا لم يتفكر في عاقبتها { سابقوا } أي بادروا { إلى مغفرة } أي إلى الأعمال الموجبة للمغفرة من الايمان والطاعات، وقيل: إلى التوبة، وقيل: إلى التكبيرة الأولى { وجنة عرضها كعرض السمآء والأرض } قال السدي (رحمه الله): كعرض سبع سماوات وسبع أرضين، ومتى قيل: لم ذكر العرض دون الطول؟ قالوا: لأن عظم العرض يدل على الطول وعظم الطول لا يدل على عظم العرض، واختلفوا في هذه الجنة فقيل: جنة الخلد ولم تحلق لأنها لما صح فيها هذا الوصف، ومعنى أعدت أي ستعد، ولو كانت لفنيت عن أبي علي وابن هاشم، وقيل: بل مخلوقة ثم يفنيها ويعيدها الله تعالى يوم القيامة ويريد فيها طولاً وعرضاً عن الحسن، وقيل: أراد جنة واحدة من الجنان { أعدَّت } هيّئت { للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } وهم المؤمنون.