{ إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله } أي أنفقوا في سبيله { قرضاً حسناً } قيل: هو التطوع، وقيل: الفرائض { يضاعف لهم } الثواب لأنه دائم { ولهم أجرٌ كريم } دائم لا ينقطع ولا يَمنّ به { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون } هو اسم تعظيم ومدح، وقيل: هم الذين سبقوا إلى الإِسلام مثل علي (عليه السلام) وعمّه حمزة وزيد وسعد وأبو بكر وعمر { والشهداء عند ربهم } هم الأنبياء، وقيل: العلماء، وقيل: نزلت في المؤمنين المخلصين { لهم أجرهم } جزاؤهم عند ربهم في ظلمة القبور والقيامة { والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم } { اعلموا أنّما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ } يعني كاللعب في الزوال { وزينة } منظر يتزينون به لأنه يتحلى فيه أعين الناظرين { وتفاخر بينكم } يفتخر بعضكم على بعض { وتكاثر في الأموال والأولاد } يعني قسمتم همتكم بين لعب ولهو وزينة وهو طلب الملاذ والتفاخر والتكاثر وهو طلب المال وكل ذلك إلى زوال { كمثل غيث } أي سحاب، وقيل: مطر، وقيل: كمثل نبات أصابه غيث { أعجب الكفار } الزراع لأنه يغطي البذر بالتراب نباته من حسنه، وقيل: المراد به الكفار لأن مثلهم يركنون إلى الدنيا ويعجبهم حسنها ولا يرون زينة الآخرة بخلاف المؤمن فإنه لا ينظر إلى زينتها ويؤثر الآخرة عليها { ثم يهيج } أي ييبس، والهيج جفاف فيصفر بعد خضرته، هاج الزرع يهيج هيجاً { فتراه مصفراً } من يبسه بعد خضرته { ثم يكون حطاماً } متكسراً، وأصل الحطم الكسر { وفي الآخرة عذاب شديد } للمصرين { ومغفرة من الله ورضوانٌ } للمؤمنين والتائبين { وما الحياة الدنيا إلاَّ متاع الغرور } لأنها يغتر بها لما يرى من حسن ظاهرها إذا لم يتفكر في عاقبتها { سابقوا } أي بادروا { إلى مغفرة } أي إلى الأعمال الموجبة للمغفرة من الايمان والطاعات، وقيل: إلى التوبة، وقيل: إلى التكبيرة الأولى { وجنة عرضها كعرض السمآء والأرض } قال السدي (رحمه الله): كعرض سبع سماوات وسبع أرضين، ومتى قيل: لم ذكر العرض دون الطول؟ قالوا: لأن عظم العرض يدل على الطول وعظم الطول لا يدل على عظم العرض، واختلفوا في هذه الجنة فقيل: جنة الخلد ولم تحلق لأنها لما صح فيها هذا الوصف، ومعنى أعدت أي ستعد، ولو كانت لفنيت عن أبي علي وابن هاشم، وقيل: بل مخلوقة ثم يفنيها ويعيدها الله تعالى يوم القيامة ويريد فيها طولاً وعرضاً عن الحسن، وقيل: أراد جنة واحدة من الجنان { أعدَّت } هيّئت { للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } وهم المؤمنون.