التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٢٨
لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٢٩
-الحديد

تفسير الأعقم

{ يأيها الذين آمنوا } يجوز أن يكون خطأ باللذين آمنوا من أهل الكتاب والذين آمنوا من غيرهم { اتقوا الله وآمنوا برسوله } قيل: آمنوا بعيسى وموسى واتقوا عذاب الله وآمنوا بمحمد، وقيل: آمنوا بالأنبياء وبمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { يُؤتكم كفلين } نصيبين { من رحمته } بإيمانكم بمحمد وإيمانكم بعيسى ومن قبله { ويجعل لكم نوراً } يوم القيامة { تمشون به }، وقيل: النور المذكور في قوله: { { يسعى نورهم } [الحديد: 12] { ويغفر لكم } ما سلف من الكفر والمعاصي { لئلا يعلم أهل الكتاب ألاَّ يقدرون على شيء من فضل الله } قيل: ليعلم أهل الكتاب الذين حسدوا المؤمنين على ما وعدوا أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله، وقيل: يتصل بما قبله في قوله: { أرسلنا رسلاً } أي يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على فضل الله الذين يصرفون النبوة عن محمد إلى بني إسرائيل، فعلى هذا لا صلة محذوف، وقيل: المعنى لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدر الرسول والمؤمنون على شيء من فضل الله لأن من لا يعلم أنه لا يقدر يعلم أنه لا يقدر، ومتى قيل: لما سمى الثواب فضلاً وهو مستحق؟ قالوا: لأنه بالتكليف والتمكين عرضه للثواب فكأنه منه، وقيل: لأنه يحصل بالإِيمان بتمكينه ولطفه وهدايته فكأنه منه { وأن الفضل بيد الله } أي هو القادر على ذلك { يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم }.