التفاسير

< >
عرض

لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ
٥
يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
٦
آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ
٧
وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُواْ بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
٨
هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
٩
وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ٱلْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَـٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
١٠
مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ
١١
يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١٢
-الحديد

تفسير الأعقم

{ له ملك السماوات والأرض } لا مالك لهما سواه { وإلى الله ترجع الأمور } { يولج الليل في النهار } أي يدخل ما ينقص من الليل في النهار وفي الليل ونزيده وما ينقص من النهار في الليل { وهو عليم بذات الصدور } أي ما يكون في القلوب { آمنوا بالله ورسوله } أي صدقوا رسوله فيما أدى { وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } أي أنفقوا في سبيل الله من المال الذي خلفتم فيه غيركم بأن أورثكم إياه عمن كان قبلكم { فالذين آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا لهم أجر كبير } أي عظيم دائم { وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم } معناه ولا عذر لكم يا أهل مكة من ترك الايمان مع دعاء الرسول وظهور المعجزات، أي عذر بعده { وقد أخذ ميثاقكم } بالايمان حيث ركب فيكم العقول، ونصب لكم الأدلة، ومكنكم من النظر، وأراح عللكم ماذا يبقى لكم عليه بعد أدلة العقول وتنبيه الرسول، فما لكم لا تؤمنون وكأنه أخذ العهد والميثاق، والرسول يدعوكم إلى ما ركب الله في عقولكم في معرفة الصانع وصفاته { هو الذي يُنزل على عبده آيات بيّنات } القرآن والأدلة { ليخرجكم من الظلمات إلى النور } قيل: من الضلال إلى الهدى { وإن الله بكم لرؤوف رحيم } أي بتوفيقه ورحمته يريد بكم طريق الفوز والنجاة { وما لكم ألاَّ تنفقوا } يعني أي شيء يمنعكم من الإِنفاق { في سبيل الله } وهو سبيل البر { ولله ميراث السماوات والأرض } يُفني الخلق ويبقى هو { لا يستوي منكم } في الفضل والكمال والثواب { من أنفق من قبل الفتح } قيل: فتح مكة { وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد } أي من بعد الفتح { وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير } أي عالم فيجازيكم { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } أي ينفق في سبيل الله إنفاقاً فيجازيه الله تعالى عليه فيكون كالقرض في وجوه البر، وقيل: من الحلال، وقيل: يفعل لله مخلصاً { فيضاعفه له } قيل: يضاعف له الجزاء إلى سبع مائة { وله أجرٌ كريم } خالص لا يشوبه صفة نقص { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات } في المحشر { يسعى نورهم } الضياء الذي تمرون فيه، وقيل: لكل مؤمن نور على قدر عمله، وقيل: هذا النور يكون في المحشر، قيل: على الصراط، وقيل: فيهما ولا مانع من ذلك فقوله: { نورهم بين أيديهم وبأيمانهم } قيل: أراد جميع جوانبهم فعبَّر عنها بالبعض { بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار } أي من تحت أبنيتها وأشجارها { خالدين فيها } إشارة إلى دوامهم ودوام النعم { ذلك هو الفوز العظيم } أي الظفر بالمطلوب فلا ظفر مثله تعالى الله العظيم.