التفاسير

< >
عرض

كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
٢١
لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
٢٢
-المجادلة

تفسير الأعقم

{ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز } نزلت في قصة جرت بين عبد الله بن أبي وبين المؤمنين وذلك أن المؤمنين قالوا: إن فتح لنا الله مكة وخيبر وما حولها رجونا أن ينصرنا الله على فارس والروم، فقال عبد الله: أتظنون أن فارس والروم كبعض القرى التي غلبتم عليها لهم أكثر عدداً وأشد بطشاً، ومعنى كتب قيل: قضى ووعد، وقيل: كتب في اللوح المحفوظ { لأغلبن أنا ورسلي ان الله قوي عزيز } أي قادر على النصر لأوليائه عزيز ذو انتقام من أعدائه ولا يمتنع عليه شيء { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله } أي يولون من حاد الله، أي خالفه وخالف رسوله، واختلفوا فيمن نزلت فقيل: نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى أهل مكة ينذرهم بمجيء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: "نزلت في ولد عبد الله بن أبي حين قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ابقِ فضلة من شرابك اسقيها أبي لعل الله يطهر قلبه فأتى بها أباه، فقال: ما هذا؟ قال: بقية شرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تشربها لعل الله يطهر بها قلبك، فقال: هل جئتني ببول أمك؟ فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: ائذن لي في قتله، قال: بل ترفق به" ، وقيل: نزلت في أبي بكر وأبيه أبو قحافة لأن أبا قحافة سب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصكه أبو بكر صكة سقط منها، ذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: "لو كان معي سيف لقتلته"، وقيل: نزلت في جماعة من الصحابة { ولو كانوا آباءهم } يعني أبا عبيدة بن الجراح قتل أباه يوم أحد { أو أبناءهم } يعني أبا بكر دعا ابنه إلى البراز يوم بدر { أو إخوانهم } يعني مصعب بن عمير قتل أخاه يوم أحد { أو عشيرتهم } يعني أمير المؤمنين علي وحمزة وعبيدة بن الجراح قتلوا عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر { أولئك كتب في قلوبهم الإِيمان } أثبته فيها بما وفقهم فيه وشرح له صدورهم { وأيَّدهم بروح منه } بلطف من عنده حبب به قلوبهم ويجوز أن يكون المصير للإِيمان أي بروح من الإِيمان على أنه في نفسه روح الحياة القلب به { ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله } أي جنده { ألا إن حزب الله هم المفلحون }.