التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
١٥٣
ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ
١٥٤
وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
١٥٥
أَن تَقُولُوۤاْ إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلْكِتَابُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ
١٥٦
أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَآءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي ٱلَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ
١٥٧
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَٰنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً قُلِ ٱنتَظِرُوۤاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
١٥٨
-الأنعام

تفسير الأعقم

قوله تعالى: { وان هذا صراطي مستقيماً } مستَوياً { ولا تتبعوا السبل } وهي الطرق المختلفة في الدين من اليهودية والنَّصرانية والمجوسية وسائر البدع والضلال { فتفرق بكم عن سبيله } يعني إذا تركتم طريق الجنة يفتح عليكم الباطن { ذلكم } الَّذي تقدم ذكره { وصاكم به لعلكم تتقون } { ثم آتينا موسى الكتاب } يعني ثم قل لهم يا محمد آتينا موسى الكتاب لأن موسى قبل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: ثم بمعنى الواو وآتينا موسى الكتاب لأنه حرف عطف { تماماً على الَّذي أحسن } يعني تماماً على احسان الله تعالى الى أنبيائه. وقيل: تماماً لكرامته في الجنة على احسانه في الدنيا، وقيل: تقديره من أحسن في الدنيا تمت عليه كرامة الله في الآخرة، وقيل: تماماً على إحسان الله تعالى إلى موسى بالنبوة وغيرها { وتفصيلا } يعني بيانا { لكل شيء } يحتاج إليه من شرائع الدين { وهدى } يعني القرآن { كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه } واعملوا بما فيه { إن تقولوا } يعني لئلا تقولوا { إنما أنزل الكتاب على طائفتين } يعني أن تقولوا يا أهل مكة إنما أنزل الكتاب على طائفتين { من قبلنا } يعني اليهود والنَّصارى { وان كنا عن دراستهم } يعني قراءتهم الكتب { لغافلين } { او تقولوا } يا أهل مكة { لو أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم } اهدى من الطائفتين إلى الحق تعالى { فقد جاءكم بينة } أي حجة وبيان يعني القرآن { فمن أظلم } أشد ظلما وعدوانا وأخطاء فعلاً { ممن كذب بآيات الله } جحد بها يعني القرآن ومن آياته وهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { وصدف عنها } يعني أعرض { سنجزي الذين يصدفون } يعرضون { عن آياتنا } وحجتنا مكذبين بها { سوء العذاب } أشده { بما كانوا يصدفون } أي يعرضون عن محمد والقرآن { هل ينظرون إلاَّ أن تأتيهم الملائكة } قيل: ملائكة الموت، وقيل: ملائكة العذاب { أو ياتي ربك } يعني أمر ربك { أو يأتي بعض آيات ربك } يعني طلوع الشمس من مغربها { يوم يأتي بعض آيات ربك } اراد تأتي القيامة والهلاك الكلي، وبعض الآيات أشراط الساعة كطلوع الشمس من المغرب وغير ذلك، "وعن البراء بن عازب كنا نتذاكر الساعة اذ أشرف علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ما تذكرون؟ قلنا: نتذاكر أمر الساعة، فقال: إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان ودابة الأرض وخسفا بالمشرق وخسفا بالمغرب وخسفا بجزيرة العرب والدجال وطلوع الشمس من مغربها ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى (عليه السلام) ونار تخرج من عدن" وهي آيات ملجئات مضطرة، قال في الثعلبي: "وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إذا غربت الشمس رفع بها إلى السماء السابعة في سرعة طيران الملائكة فتحبس تحت العرش، فتستأذن من أين تؤمر بالطلوع، أمن مغربها أم من مطلعها؟ فلا يرد لها جواب حتى يوافقها القمر فيسجد معها، فيستأذن من أين يطلع فلا يرد له جواب حتى يحبسا مقدار ثلاث ليال أو ليلتين فلا يعرف مقدار تلك الليلة إلا المجتهدون المتعبدون في الأرض، وهم يومئذ عصابة قليلة فعند ذلك يأمر الله تعالى جبريل فيقول: ان الرَّب يأمركما أن ترجعا إلى مغربكما فتطلعان منه ولا ضوء ولا نور فيبكيان عند ذلك وجلاً من الله تعالى وخوفاً من يوم القيامة بكاء يسمعه أهل سموات ومن دونها ويتصارخ أهل الدنيا وتذهل الأمهات عن أولادها ثم لا يقبل لأحد بعد ذلك توبة" فذلك قوله تعالى: { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا انا منتظرون } وعيد لهم.