{قل} يا محمد {أرأيتم} قد علمتم {إذ أخذ الله سمعكم وأبصاركم} أي ذهب بها فصرتم عمياً {وختم على قلوبكم} أي طبع عليها وسلب عنها التمييز والعقل، وقيل: أراد الأمانة {من إله غير الله يأتيكم به} أي بذلك المقدم ذكره من الحواس {أنظر} يا محمد {كيف نصرف الآيات} نبينها {ثم هم يصدفون} أي هؤلاء الكفار يعرضون {قل} يا محمد {أرأيتم} أعلمتم {ان أتاكم عذاب الله} أي عذبكم بعد اعذاره إليكم وإرساله الرسل {بغتة} فجأة {أو جهرة} علانية {هل يهلك} بالعذاب {إلا القوم الظالمون}، قوله تعالى: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح} بأن يعمل صالحاً في الدنيا بأن يأتي بالواجبات ويجتنب الكبائر {فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} في الآخرة {والذين كذبوا بآياتنا} قيل: بالقرآن، وقيل بالنبي ومعجزاته {يمسهم} يصيبهم {العذاب} الآية {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله} يعني: رزق الله {ولا أعلم الغيب} ما خفي على الناس، قيل: إن أهل مكة قالوا: يا محمد هل أنزل عليك كنز أو جعل لك جنة؟ فنزلت الآية، وقيل: لما قالوا لولا انزل عليه آية من ربه نزلت الآية منها أنه عبد ليس الله شيء من ذلك إنما هو إلى الله تعالى {ولا أقول لكم إني ملك} فتنكرون قولي {إن اتبع إلاَّ ما يوحى إليَّ} وذلك غير منكر ولا مستحيل في العقل مع قيام الدلائل والحجج البالغة {قل هل يستوي الأعمى والبصير} مثل للضال والمهتدي، وقيل: مثل لمن اتبع الوحي ومن لم يتبع {وأنذر به} يعني القرآن {الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم} يعني قوم داخلون في الإِسلام مقرون بالبعث إلا أنهم مفرطون في العمل فينذرهم بما أوحي إليه {لعلهم يتقون} أي يدخلون في زمرة أهل التقوى من المسلمين، وقيل: أراد أهل الكتاب لأنهم مقرون بالبعث {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} "الآية نزلت حين قال المشركون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو طردت هؤلاء الأعبُد يعنون فقراء المسلمين وهم عمار بن ياسر وصهيب وخباب وسلمان وبلال وغيرهم من فقراء المسلمين وكان عليهم جباب من صوف فقالوا: لو نفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم جلسنا إليك وحادثناك فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أنا بطارد المؤمنين" وروي أن عمر قال: لو فعلت حتى تنظر إلى ما يصيرون فنزلت، واعتذر عمر عما قال فقال سلمان وخباب: فينا نزلت وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقعد معنا ويدنو منا وكان يقوم عنا إذا أراد القيام فنزل قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قيل: هو الدعاء والثناء، وقيل: ذكر الله، وقيل: العبادة، وقيل: الصلاة المكتوبة {يريدون وجهه} طاعته ورضاه {ما عليك من حسابهم من شيء} قيل: ما عليك من حساب عملهم، وقيل: من حساب رزقهم وفقرهم، وقيل: حساب هؤلاء الكفار إن لم يؤمنوا فتركهم فتطردهم جواب لقوله: {ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين}.