التفاسير

< >
عرض

وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِّيَقُولوۤاْ أَهَـٰؤُلاۤءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ
٥٣
وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا بِجَهَٰلَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٥٤
وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ
٥٥
-الأنعام

تفسير الأعقم

قوله تعالى: { وكذلك فتنا بعضهم ببعض } يعني الفقير بالغني والغني بالفقير امتحانا من الله تعالى أليس الله بأعلم بالشاكرين يعني المؤمنين وهذا جواب لقولهم: { أهؤلاء منَّ الله عليهم من بيننا } فقال: { أليس الله بأعلم بالشاكرين } من يشكر على الاسلام، قوله تعالى: { وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا } الآية نزلت في القوم الذين طلبت مشركوا مكة طردهم، وقيل: في جماعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم علي (عليه السلام) ومصعب بن عمير وجعفر وحمزة، وعمّار وأبو بكر وعمر، وقال عكرمة: جاء عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، ونوفل بن الحرث من أشراف بني عبد مناف إلى أبي طالب فقالوا: يا ابا طالب لو أن ابن أخيك محمداً يطرد عنه موالينا كنا نجالسه، فأتى أبو طالب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكلمه بالذي حدثوه، فقال عمر: لو فعلت ذلك حتى تنظر الذي يريدون وإلى ما يصيرون فنزلت الآية وجاء عمر فاعتذر من مقالته رواه في تفسير الثعلبي، "وروي أنهم قالوا: إن كنت أرسلت إلينا فاطرد هؤلاء عنك فنكون من أصحابك فنزلت الآية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم يقو أمتي معكم المحيى ومعكم الممات" فكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يقعد ويدنو منهم يؤمنون بآياتنا يصدقون بالقرآن، وقيل: بمحمد ومعجزاته { فقل سلام عليكم } أمره أن يسلم عليهم، وقيل: السلام هو الله تعالى، ومعناه الله مطلع عليكم، حافظ لكم { كتب ربكم على نفسه الرحمة } قيل: أوجب على نفسه إيجاباً مؤكداً، وقيل: كتبه في اللوح المحفوظ، وقيل: في القرآن { وكذلك نفصل الآيات }، قيل: الحجج والتفصيل التبيين { ولتستبين سبيل المجرمين } بالرفع أي لتظهر طريق المجرمين وبالنصب لتظهر طريق الحق والباطل.