التفاسير

< >
عرض

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ
٢
كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ
٣
إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ
٤
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ
٥
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي ٱسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
٦
-الصف

تفسير الأعقم

{ يأيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون } الآية نزلت في قوم قالوا لو علمنا أحب الأعمال إلى الله لسارعنا إليه فلما نزل فرض الجهاد تثاقلوا فيه، وقيل: نزلت في قوم كانوا يقولون جاهدنا وقاتلنا ولم يفعلوا شيئاً، وقيل: كان رجل أذى المسلمين يوم بدر فقتله صهيب فقال رجل: أنا قتلت فلاناً، ففرح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال عمر وعبد الرحمان: إنما قتله صهيب فنزلت، وقيل: نزلت في المنافقين ونداؤهم بالإِيمان تهكم بهم، وقيل: لما أخبر الله تعالى رسوله بثواب شهداء الله ببدر قالت الصحابة: إن لقينا بعده قتالاً فلنبلغن جهدنا، ثم فروا يوم أحد فعيّرهم الله تعالى بهذه الآية: { كبر مقتاً } والمقت أشدّ البغض وأبلغه { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص } محكم لا خلل فيه ولا يمكن نقضها، كأنه رصَّ بعضها إلى بعض، والمراد الثبات في الحرب لأن من كان صاحب نيَّة وعزيمة لا يزال في الحرب كما لا يزال البنيان المحكم، ثم ذكر حديث موسى في صدق نيته تسلية لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال سبحانه: { وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني } الايذاء هو تكذيبهم في الأحوال، وقيل: رموه بالأدرة، وقيل: رميه بهتك هارون { وقد تعلمون أني رسول الله إليكم } لأن الإِيذاء مع العلم بكونه رسولاً أعظم { فلما زاغوا } أي مالوا عن الحق والاستقامة { أزاغ الله قلوبهم } قيل: جازاهم على زيغهم بالغرق والعذاب فسمي عقوبة الزايغ زيغاً، وقيل: خلاهم ومنعهم الألطاف { والله لا يهدي القوم الفاسقين } أي لا يهديهم إلى الجنة والرحمة أو لا يحكم بالهداية، ثم عطف بقصة عيسى على قصة موسى تسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما كذبوه قومه فقال سبحانه: { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد } ومحمد من أسماء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال حسان:

فذوا العرش محمود وهذا محمد

{ فلما جاءهم بالبينات } يعني عيسى جاءهم بالبينات وهي المعجزات والحجج الدالة على نبوته كإحياء الميت وإبراء الأكمه والأبرص { قالوا هذا سحر } أي تخييل وتمويهات { مبين } أي يبين في ذلك ظاهر، وقيل: جاءهم أحمد بالبينات { قالوا هذا سحر مبين }.