التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٩
فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلاَةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
١٠
وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَارَةِ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ
١١
-الجمعة

تفسير الأعقم

{ يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة }، قيل: كان قوم بالبقيع يسكنون يبيعون ويشترون إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ولا يقومون فنزلت، نودي للصلاة قيل: هو آذان الجمعة للوقت، وقيل: هو الآذان عند وجود الإِمام على المنبر للخطبة، وقيل: كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤذّن واحد وكان إذا جلس على المنبر أذن على باب المسجد فإذا نزل أقام الصلاة، وأول جمعة جمعها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما قدم مهاجراً فنزل قباء على بني عمرو وبني عوف وأقام بها يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس مسجدهم، ثم خرج يوم الجمعة عامداً المدينة وأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واديهم فخطب وصلى الجمعة، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة وفيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه تقوم الساعة، وهو عند الله يوم المزيد" ، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "أتاني جبريل (عليه السلام) في كفه درة بيضاء وقال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيداً ولأمتك من بعدك، وهو سيد الأيام عندنا، ونحن ندعو إلى الآخرة يوم المزيد" ، وعنه: "إن لله في كل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق من النار" وعن كعب: أن الله فضل من البلدان مكة ومن الشهور رمضان ومن الأيام الجمعة، وقال (عليه السلام): "من مات يوم الجمعة كتب له أجر شهيد ووقّي فتنة القبر" وفي الحديث: "إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المساجد بأيديهم صحف من فضة وأقلام من ذهب يكتبون الأول فالأول على مراتبهم" وقوله: { فاسعوا إلى ذكر الله } قيل: امضوا إليه مسرعين، وقيل: ما أمروا بالسعي على الأقدام وقد نهوا أن يؤتوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع، والمراد بالذكر قيل: بالخطبة، وقيل: الصلاة والله أعلم { وذروا البيع }، قيل: يحرم البيع عند الأذان الثاني، وقيل: عند خروج الإِمام { إن كنتم تعلمون } بمصالح نفوسكم { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض } أي تفرقوا للتصرف والتجارة وهو إباحة وليس بأمر، وروي: ليس أتطلب شيئاً ولكن عيادة مريض أو حضور جنازة وزيارة أخ في الله، وقيل: هو طلب العلم، وقيل: التطوع { وإذا رأوا تجارة أو لهواً } "وروي أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلاء شديد، فقدم دحية والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب يوم الجمعة، فقاموا اليه خشيوا أن يسبقوا فما بقي معه الا نفر يسير، قيل: ثمانية، وقيل: أحد عشر، وقيل: ثمانية عشر، وقيل: أربعون فقال (عليه الصلاة والسلام): والذي نفس محمد بيده لو خرجوا جميعاً لأظلم الله عليهم الوادي ناراً" وكانوا إذا قيل لهم: العير استقبلوها بالطبل والتصفيق وهو المراد باللهو، وعن قتادة: فعل ذلك ثلاث مرات وقرئ { انفضّوا } وقرئ اليهما { قل } يا محمد { ما عند الله خير من اللّهو ومن التجارة والله خير الرازقين } سبحانه وتعالى.