{أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات} بأجنحتها وهي تطير {ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمان} أي ما يحبسهن في الهواء في حال القبض والبسط إلا الرحمان {إنه بكل شيء بصير} أي عالم {أمن هذا الذي هو جند لكم} هذا عطف على قوله أمنتم من في السماء من جند الله أن ينزل عليكم عذاباً أم لكم جند {ينصركم من دون الرحمان} أي ليس لكم مانع من العذاب {إن الكافرون إلا في غرور} {أمّن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه} الذي هو رزقكم أسباب الرزق نحو المطر والنبات {بل لجّوا} أي تمادوا واستمروا في اللجاج {في عتو} أي بعد عن الحق {ونفور} عن الحق {أفمن يمشي مكباً على وجهه}، قيل: ضرب مثلاً للمؤمن والكافر، وقيل: هو على الحقيقة فإن الكافر يحشر يوم القيامة يمشي على وجهه، ومعناه أفمن يمشي مكبَّاً على وجهه قيل: ساقطاً فلا يرى الطريق ولا يقدر على المشي، وقيل: أفمن يمشي راكباً رأسه في الضلالة كالأعمى لا يبصر حقاً من باطل {أهدى أمّن يمشي سوياً على صراط مستقيم} واضح قيم {قل} يا محمد {هو الذي أنشأكم} أي أوجدكم من عدم {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة} وإنما خصّ هذه الأعضاء لأنها طرق العلم ومحله القلب، أي أعطاكم آلات العلم ولم تتفكروا {قليلاً ما تشكرون} قيل: قليلاً شكرهم على هذه النعم، وقيل: قليلاً من يشكر منهم {قل هو الذي ذرأكم} أي خلقكم صغاراً ثم نقلكم إلى حال التكليف، وقيل: أراد آدم لأنه خلق من الأرض {وإليه تحشرون} أي إلى حكمه وجزائه تجمعون {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} يعني وعد البعثة والجزاء إن كنتم صادقين إن ذلك كائن {قل} يا محمد {إنما العلم عند الله} يعني علم الساعة متى تكون تختص به القديم سبحانه {وإنما أنا نذيرٌ مبين} {فلمَّا رأوه} هذا إخبار عمن تقدم من الكفار حين رأوا نزول العذاب بهم، وقيل: رأوا العذاب يوم بدر، وقيل: معاينة {سيئت وجوه الذين كفروا} أي يظهر على وجوههم آثار الغم والحسرة، وقيل: اسودت وجوههم {وقيل} ساءهم رؤية القيامة، وقيل: لهؤلاء الكفار {هذا الذي كنتم به تدعون} واختلفوا من القائل قيل: قاله الملائكة، وقيل: قاله بعضهم لبعض تندماً، ويُحتمل أنه تعالى يقول ذلك زيادة لهم في عقابهم، قيل: كان المشركون يتمنون موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه فنزل قوله: {قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا} يعني إن أصابنا أو أبقانا وأخّر أجلنا فمن يجيركم من العذاب فإنه واقع بكم لا محالة وتلخيصه لا مجير للكافرين أهلكنا أو رحمنا وإنما النجاة بالإِيمان {قل هو الرحمان آمنا به وعليه توكّلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين} فستعلمون إذا جمعنا في القيامة عن قريب من الضلاّل، ومعنى مبين ظاهراً {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً} أي غائراً ذاهباً في الأرض {فمن يأتيكم بماء معين} قيل: ظاهر العيون، وقيل: جاري.