التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ
١٩
أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ
٢٠
أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ
٢١
أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٢٢
قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
٢٣
قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٢٤
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٥
قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٢٦
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ
٢٧
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
٢٨
قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢٩
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ
٣٠
-الملك

تفسير الأعقم

{ أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات } بأجنحتها وهي تطير { ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمان } أي ما يحبسهن في الهواء في حال القبض والبسط إلا الرحمان { إنه بكل شيء بصير } أي عالم { أمن هذا الذي هو جند لكم } هذا عطف على قوله أمنتم من في السماء من جند الله أن ينزل عليكم عذاباً أم لكم جند { ينصركم من دون الرحمان } أي ليس لكم مانع من العذاب { إن الكافرون إلا في غرور } { أمّن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه } الذي هو رزقكم أسباب الرزق نحو المطر والنبات { بل لجّوا } أي تمادوا واستمروا في اللجاج { في عتو } أي بعد عن الحق { ونفور } عن الحق { أفمن يمشي مكباً على وجهه }، قيل: ضرب مثلاً للمؤمن والكافر، وقيل: هو على الحقيقة فإن الكافر يحشر يوم القيامة يمشي على وجهه، ومعناه أفمن يمشي مكبَّاً على وجهه قيل: ساقطاً فلا يرى الطريق ولا يقدر على المشي، وقيل: أفمن يمشي راكباً رأسه في الضلالة كالأعمى لا يبصر حقاً من باطل { أهدى أمّن يمشي سوياً على صراط مستقيم } واضح قيم { قل } يا محمد { هو الذي أنشأكم } أي أوجدكم من عدم { وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة } وإنما خصّ هذه الأعضاء لأنها طرق العلم ومحله القلب، أي أعطاكم آلات العلم ولم تتفكروا { قليلاً ما تشكرون } قيل: قليلاً شكرهم على هذه النعم، وقيل: قليلاً من يشكر منهم { قل هو الذي ذرأكم } أي خلقكم صغاراً ثم نقلكم إلى حال التكليف، وقيل: أراد آدم لأنه خلق من الأرض { وإليه تحشرون } أي إلى حكمه وجزائه تجمعون { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } يعني وعد البعثة والجزاء إن كنتم صادقين إن ذلك كائن { قل } يا محمد { إنما العلم عند الله } يعني علم الساعة متى تكون تختص به القديم سبحانه { وإنما أنا نذيرٌ مبين } { فلمَّا رأوه } هذا إخبار عمن تقدم من الكفار حين رأوا نزول العذاب بهم، وقيل: رأوا العذاب يوم بدر، وقيل: معاينة { سيئت وجوه الذين كفروا } أي يظهر على وجوههم آثار الغم والحسرة، وقيل: اسودت وجوههم { وقيل } ساءهم رؤية القيامة، وقيل: لهؤلاء الكفار { هذا الذي كنتم به تدعون } واختلفوا من القائل قيل: قاله الملائكة، وقيل: قاله بعضهم لبعض تندماً، ويُحتمل أنه تعالى يقول ذلك زيادة لهم في عقابهم، قيل: كان المشركون يتمنون موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه فنزل قوله: { قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا } يعني إن أصابنا أو أبقانا وأخّر أجلنا فمن يجيركم من العذاب فإنه واقع بكم لا محالة وتلخيصه لا مجير للكافرين أهلكنا أو رحمنا وإنما النجاة بالإِيمان { قل هو الرحمان آمنا به وعليه توكّلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين } فستعلمون إذا جمعنا في القيامة عن قريب من الضلاّل، ومعنى مبين ظاهراً { قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً } أي غائراً ذاهباً في الأرض { فمن يأتيكم بماء معين } قيل: ظاهر العيون، وقيل: جاري.