{وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير} يعني بئس المرجع {إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً}، قيل: صوت فظيع نحو صوت الحمار يسمع عند غليانها، وقيل: أنه تعالى يخلق فيها صوتاً يشبه صوت المغتاظ {وهي تفور} أي تغلي بهم غليان القدر {تكاد تميّز} تفرق أي تكاد تنشق وتتفرق بعضها من بعض، وقيل: تميز على أهلها {من الغيظ كلما ألقي فيها فوج} أي جماعة {سألهم خزنتها} وهم الملائكة {ألم يأتكم نذير} استفهام، والمراد التقرير، قيل: رسول، وقيل: جميع ما يقع به الانذار من الكتاب والمواعظ، وقيل: الشيب {قالوا بلى قد جاءنا نذير} {فكذبنا} يعني لما جاءنا الرسول كذبنا {وقلنا ما أنزل الله من شيء إن أنتم إلاَّ في ضلال كبير} أي في.... عن الحق عظيم {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} أي لو سمعنا من الرسل ما أدوا إلينا ما كنا في أصحاب السعير {فاعترفوا بذنبهم} أي أقروا {فسحقاً لأصحاب السعير} أي أبعدهم الله من النجاة بعداً، وقيل: هو واد في جهنم، والسعير النار {إن الذين يخشون ربهم} أي يخافونه فلا يعصونه {بالغيب} أي في سرهم، وقيل: في حال غيبتهم عن المؤمنين، وقيل: عن الآخرة لأنها غائبة {لهم مغفرة} لذنوبهم {وأجر كبير} أي ثواب عظيم {وأسرّوا قولكم} الآية نزلت في المشركين كانوا يقولون أسروا قولكم كيلا يسمع إله محمد {إنه عليم بذات الصدور} وعيد لهم أي سواء أسررتم أو أعلنتم فإنه عليم بضمائركم لا يخفى عليه خافية {ألا يعلم من خلق} قيل: ألا يعلم الله الخالق، وقيل: ألا يعلم المخلوقات {وهو اللطيف} العالم بما لطف ودق، وقيل: الرفيق بعباده {الخبير} العالم {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً} أي سهلها ساكنة {فامشوا} أي إلى ما رغبكم الله فيه وإلى ما أباحه لكم فهذه إباحة وإرشاد وليس بإيجاب {في مناكبها} قيل: جبالها، وقيل: طرقها، وقيل: نواحيها وجوانبها {وكلوا من رزقه} يحتمل الايجاب والإِباحة والرزق هو النعم التي أعطاها تعالى عباده {وإليه النشور} أي حكمه والموضع الذي يحكم فيه بعد الموت والبعث {أأمنتم من في السماء} عذابه، وقيل: أمنتم من في السماء سلطانه وتدبيره، وقيل: أأمنتم من في السماء يعني الملائكة الموكلين بعذاب العصاة {أن يخسف بكم الأرض} أي يغيبكم في الأرض إذا عصيتموه {فإذا هي تمور} قيل: تحرك بأهلها {أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً} قيل: ريح، وقيل: مطر فيه حجارة، وقيل: سحاب فيه حجارة {فستعلمون} حينئذ {كيف نذير} أي كيف إنذاري بالعذاب.