التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ
١٠
هَمَّازٍ مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ
١١
مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ
١٢
عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ
١٣
أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ
١٤
إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
١٥
سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ
١٦
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
١٧
وَلاَ يَسْتَثْنُونَ
١٨
فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ
١٩
فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ
٢٠
فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ
٢١
أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ
٢٢
فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ
٢٣
أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ
٢٤
وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ
٢٥
فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ
٢٦
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
٢٧
قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ
٢٨
قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
٢٩
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ
٣٠
قَالُواْ يٰوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ
٣١
عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ
٣٢
-القلم

تفسير الأعقم

{ ولا تطع كلّ حلاّف مهين } نزلت في الوليد بن المغيرة، وقيل: في الأخنس، ومعناه مهين كثير الحلف بالباطل، وقيل: الكذاب، وقيل: الحقير الضعيف { همّاز } مغتاب { مشّاء بنميم } يسعى بالنميمة يفسد بين الناس { منّاع للخير } للإِسلام يمنع عشيرته، وقيل: يمنع الواجبات { معتدٍ } مجاوز للحدّ غشوم ظلوم { عتلّ } فاجر لئيم، وقيل: منافق، وقيل: الأكول الذي همته بطنه { بعد ذلك زنيم }، قيل: الزنيم الذي لا أصل له عن علي (عليه السلام)، وقيل: قال للوليد زنمة في عنقه كزنمة الشاة، قال: زنيم ليس يعرف من أبوه الأم ذو حسب لائم { ان كان ذا مال وبنين } { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } كتب الأولين واخبارهم، وكان أن يجعل الأموال والأولاد داعية للشكر فجعلوا جزاءها الكفر، وقالوا: أساطير الأولين { سنسمه على الخرطوم }، قيل: في الدنيا أي ينال ما يبقى أثره عليهم، وقيل: أنه ناله ذلك يوم بدر حُطِم بالسيف فبقيت سمة على خرطومه، وقيل: أراد يوم القيامة، وقيل: يسم الله وجه الكافر بعلامة { إنَّابلوناهم } يعني أهل مكة بالقحط والجوع بدعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قال: "اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف" فقحطوا، وقيل: بلوناهم أي تعبدناهم بالشكر على نعمنا عليهم ونهيناهم عن الكفر فوضع الابتلاء موضع الأمر والنهي، وقيل: جميع الكفار أمرناهم بالتعبد { كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين } البستان قيل: كان على فرسخين من صنعاء وكان غرسه أهل الصلاة وكان صاحب البستان يصرف حقوق الفقراء اليهم وقت الصرام فمات، فورثه ثلاثة بنين فقالوا: المال قليل والعيال كثير فلا نستطيع أن ندفع إلى الفقراء شيئاً، فتواعدوا يوماً للصرام ولم يستثنوا فلما أتوها رأوها مسودة، وقيل: كانت لشيخ يطعم منها المساكين فلما مات قال بنوه: لا يدخلها اليوم عليكم مسكين شحّاً على الثمرة، وقوله: { إذ أقسموا } أي تحالفوا بينهم { ليصرمُنّها } أي يقطعون ثمرها { مصبحين } أي وقت الصباح، قبل علم الناس { ولا يستثنون } ولم يقولوا إن شاء الله، وقيل: لم يستثنوا نصيب الفقراء { فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون } { فأصبحت كالصريم } وقوله: { فتنادوا مصبحين } أي نادى وقت الصباح { أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين } أي قاطعين، والحرث اسم الزرع { فانطلقوا وهم يتخافتون } يتشاورون { أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكين } فقير هذا الذي يتخافتون به { وغدوا على حرد قادرين } على حرد جهدٍ من أمرهم، وقيل: على قوة وقدر قادرين عند أنفسهم { فلما رأوها } على تلك الصفة { قالوا إنَّا لضالّون } عن الحق، وقيل: لضالون عن الطريق، وليس هذا بستاننا، وقيل: في منع حق الفقراء فقال بعضهم: { بل نحن محرومون } يعني هذه جنتنا ولكن حرمنا نفقاتها وخيرها لمنع المساكين حقهم { قال أوسطهم } قيل: أعدلهم، وقيل: أفضلهم وأصلحهم { ألم أقل لكم لولا تسبّحون } معناه تستثنون لأن الاستثناء التوكل على الله، وقيل: هلا تسبحون الله { قالوا سبحان ربَّنا إنا كنّا ظالمين } في عزمنا حرمان المساكين { فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون } على ما فرط منهم { قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين } أي مجاوزين للحدّ بمنع الفقراء { عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى ربنا راغبون } وقيل: لما أخلصوا أبدلهم الله بها جنة يقال لها الحيوان، فيها عنب يحمل البغل منها عنقوداً.