{كذلك العذاب} عذاب الدنيا ينزل الله على العصاة، وقيل: كما فعلنا بأولئك بكل ظالم كذلك العذاب {ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون} ذلك ثم ذكر الوعد للمؤمنين فقال: {إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم} يعني في الآخرة {أفنجعل المسلمين كالمجرمين} {ما لكم كيف تحكمون} يعني ما استوى هذا الحكم {أم لكم كتاب فيه تدرسون} أي كتاب تدرسون ذلك وقد قامت الحجة بذلك {إن لكم فيه لما تخيرون} {أم لكم أيمان} عهود ومواثيق {علينا بالغة} عاهدناكم فلا ينقطع ذلك العهد إلى يوم القيامة، وقيل: البالغة اليمين بالله {إنَّ لكم لما تحكمون} في ذلك العهد يعني: يكون لكم حكمكم {سلهم} يا محمد {أيهم بذلك زعيم} قيل: كفيل، وقيل: قائم بالحجة، وقيل: من يكفل لهم أنه لا يعاقب العاصي، وقيل: أن الرؤساء قالوا نحن كفولكم {أم لهم شركاء} قيل: أرباب، وقيل: شهداء يشهدون لهم بالصدق {فليأتوا بشركائهم} يوم القيامة {إن كانوا صادقين} فيما يدعونه {يوم يكشف عن ساق} أي فليأتوا بشركائهم عن شدة من الأمر وذلك يوم القيامة، وقيل: هو آخر أيام الدنيا وأول أيام الآخرة لم يلق العبد يوماً أشد منه، ومعنى أشد الأمر كما قال قد شمّرت عن ساقها فشدوا، وجدت الحرب بكم فجدوا {ويدعون إلى السجود} قيل: هذا في الآخرة يؤمرون بالسجود فلا يمكنهم، وقيل: يحدث في أصلابهم صلاتهم تمنع من السجود {خاشعة أبصارهم} أي خائفة متوقعة للعذاب {ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود} في الدنيا {وهم سالمون} أصحاء، قيل: أراد إلى الصلاة المكتوبة، وقيل: الذين تخلفوا عن الجماعات {فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث} هذا وعيد، وقيل: جميع ما أداه اليهم {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} قيل: نأخذهم من أي طريق سلك وأين دبوا ودرجوا، وقيل: سآخذهم إلى العقاب حالاً بعد حال ودرجة بعد درجة {وأملي لهم إن كيدي متين} أي تدبيري فيهم وإرادتي قوي لا يفوتون، وقيل: كيدي عذابي فسماه كيداً لأنه جزاء كيدهم {أم تسألهم أجراً} هذا عطف على قوله أم لكم كتاب فيه تدرسون، يعني أم تسألهم يا محمد هؤلاء الكفار أجراً على تبليغ الرسالة وتطمع في أموالهم طمعاً يلزمهم لزوم الدين المثقل {أم عندهم الغيب فهم يكتبون}، قيل: أم يعلمون الغيب فيعلمون أنك غير محق فيما آتيتهم، وقيل: أراد اللوح المحفوظ لأن فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة فهم يكتبون منه، وقيل: الغيب ما في القرآن من أخبار الغيب وهي أحد أعجازه، أي هل لكم كتاب مثل هذا القرآن حتى يكتبوا منه ما حكموا.