التفاسير

< >
عرض

نۤ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ
١
مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ
٢
وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ
٣
وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ
٤
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ
٥
بِأَييِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ
٦
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ
٧
فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ
٨
وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ
٩
-القلم

تفسير الأعقم

{ ن }، قيل: هو الحوت الذي عليه الأرضون، وقيل: هو حرف من حروف الرحمان، وقيل: النون: الدواة، وقيل: ن لوح من نور، وقيل: السورة، وقيل: قسم أقسم الله به { والقلم } الواو واو القسم قيل: أقسم بالقلم تنبيهاً على عظم شأنه لأنه أحد لساني الإِنسان يؤدي عنه، وقيل: أول ما خلق الله القلم يجري بما هو كائن إلى يوم القيامة، وقيل: هو قلم من نور طوله ما بين السماء والأرض، وقيل: أراد بالقلم الخط والكتابة من قوله: { علم بالقلم }، وقيل: أقسم برب القلم ورب نون { وما يسطرون } قيل: ما سطر في اللوح، وقيل: ما سطره الحفظة من أعمال العباد، وقيل: ما يكتبوا بنو آدم وغيرهم { ما أنت بنعمة ربك بمجنون } هذا جواب القسم، يعني لا يكون مجنوناً من أنعمنا عليه بالنبوة والحكمة، ومتى قيل: كيف نسبوه إلى الجنون مع علمهم بكمال عقله؟ قلنا: إيهاماً على العوام، وقيل: ـــــ للنظر في حاله { وإن لك لأجراً غير ممنون } أي جزاء غير مقطوع وهو ثواب الجنة { وإنك } يا محمد { لعلى خلقٍ عظيم }، قيل: على دين عظيم وهو دين الاسلام، وسُئِلت عائشة عن خُلق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: كان خُلُقه القرآن { { خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين } [الأعراف: 199] { فستبصر ويبصرون } وهذا وعيد، والمراد من رماه بالجنون { بأيَّكم المفتون } قيل: أيَّكم المجنون، وقيل: أولى بالشيطان { إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } فيجازي كلا بما يستحقه { فلا تطع المكذبين } يعني الكفار، نزل قوله: { ودّوا لو تدهن } الآية في مشركي قريش حين دعوا إلى دين الآباء، قيل: ودوا لو تكفر فيكفرون، وقيل: تلين في دينك فيلينون.