التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَاقَّةُ
١
مَا ٱلْحَآقَّةُ
٢
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ
٣
كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِٱلْقَارِعَةِ
٤
فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ
٥
وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ
٦
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
٧
فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ
٨
-الحاقة

تفسير الأعقم

{ الحاقة } القيامة أي ما القيامة تفخيماً لشأنها { وما أدراك ما الحاقة } وما يدريك بما ليس بمعلوم في جميع القرآن { كذبت ثمود } وهم قوم صالح { وعاد } قوم هود { بالقارعة } قيل: بالقيامة لأنها تقرع القلوب بأهوالها { فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية } قيل: بالصيحة التي نزلت بهم والطاغية المتجاوزة في الفعل كل صيحة، وتسمى الصيحة طاغية لتجاوزها الحد، والمراد العذاب النازل بهم { وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر } قيل: باردة وهي الريح الشديدة الصوت، ومنه صرصر الباب، وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ما أرسل الله سفينة ريح إلا بمكيال، ولا قطرة مطر إلا بمكيال، إلا يوم عاد ويوم نوح، فإن الماء يوم نوح طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه سبيل ثم قرأ: { إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية } وأما يوم عاد فعتت على الخوان فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ: { بريح صرصر عاتية }" ولعلها عبارة عن الشدة والإِفراط، وقيل: عاتية مهلكة، وقيل: عتت على خزانها فجرت بلا كيل ولا وزن { سخّرها } سلطها { عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً } قال وهب: هي التي تسمى للعرب أيام العجوز ذات برد ورياح شديدة، ونسبت إلى العجوز لأن عجوزاً دخلت سرباً فتبعتها فقتلتها اليوم الثامن وانقطع العذاب، وهي آخر الشتاء، والحسوم القاطعة كأنه يتابع عليهم الشر حتى استأصلهم، وقيل: { فترى القوم فيها صرعى } مصروعين هلكى { كأنهم أعجاز } قيل: أصول النخل { خاوية } خالية إلا خراب، وشبهوا قيل: شبهوا بذلك لعظم أجسامهم، وقيل: لما أرسل عليهم الريح قاموا واعتمدوا على أجلهم ليدفعوا الريح فزمعتهم بين السماء والأرض وأهلكتهم { فهل ترى لهم من باقية } أي ليس لهم باقية.