التفاسير

< >
عرض

وَجَآءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَٱلْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ
٩
فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً
١٠
إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي ٱلْجَارِيَةِ
١١
لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ
١٢
فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ
١٣
وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً
١٤
فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ
١٥
وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ
١٦
وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ
١٧
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ
١٨
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ
١٩
إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ
٢٠
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ
٢١
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ
٢٢
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ
٢٣
كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ
٢٤
-الحاقة

تفسير الأعقم

{ وجاء فرعون ومن قبله } قرئ بفتح القاف وسكون الباء نافع، أي من يقدمه من الأمم، وقرأ الكسائي وأبو عمرو بكسر القاف وفتح الباء، يعني ومن معه من أتباعه { والمؤتفكات } قرى قوم لوط انقلبت بهم { بالخاطئة } أي بالخطيئة والمعاصي فأخطأوا طريق الحق { فعصوا رسول ربهم } فيما أمرهم به { فأخذهم } الله { أخذة رابية } قيل: شديدة، وقيل: زائدة { إنا لمَّا طغى الماء } أي جاوز الحد في المقدار طغى فوق كل شيء خمسة عشر ذراعاً، وقيل: أكثر { حملناكم } أي حملنا آباءكم لأن الابن يخاطب بالشكر { في الجارية } أي السفينة، وقيل: السفينة ألف وثلاثمائة ذراع وعرضها ستمائة ذراع { لنجعلها لكم تذكرة } أي عظةً تذكرونها، وقيل: تذكرون بها عظم نعم الله في انتقامه وإنجائه وبيان قدرته وحكمته { وتعيها أذن واعية } قيل: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي فما نسيت شيئاً بعد وما كان لي أن أنساه" أي يعني كل شيء ويعلم، وقيل: حافظ { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } قيل: أراد النفخة الأولى { وحملت الأرض والجبال } أي كسرتا قيل: صارا تراباً، وقيل: بسطتا بسطة واحدة، وقيل: ضرب بعضها ببعض حتى تفتّت الجبال وسقتها الرياح وبقيت الأرض شيئاً واحداً { فيومئذ وقعت الواقعة } أي قامت القيامة { وانشقت السماء فهي يومئذ واهية } أي ضعيفة { والملك على أرجائها } نواحيها وأقطارها { ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية } ثمانية منهم وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "هم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين" وروي ثمانية أملاك أرجلهم في تخوم الأرض السابعة والعرش فوق رؤوسهم مطرقون مسبحون، وقيل: بعضهم على صور الانسان، وبعضهم على صور الأسد، وبعضهم على صور الثور، وبعضهم على صور النسر، وروي: ثمانية أملاك على خلق الأوعال ما بين أظلافها إلى ركبها مسيرة سبعين سنة، وعن الحسن: الله أعلم كم هم أثمانية أم ثمانية آلاف، وعن الضحاك: ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلا الله { يومئذ تعرضون } على ثلاث عرضات ثنتان فيهما جدال ومعاذير والثالث نشر الكتب فأخذ بيمينه وأخذ بشماله، والعرض للجزاء والمحاسبة { لا تخفى منكم خافية } لأنه تعالى يعلم سرّهم وجهرهم { فأمَّا من أُوتي كتابه بيمينه } وهم المؤمنون { فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه } قيل: تعالى اقرأوا كتابيه وهذا كلام من بلغ الغاية في السرور قيل: يدعو أهله وقراباته { إني ظننت } عاينت وأيقنت في الدنيا { اني ملاق حسابيه }، قيل: انها لنظم رؤوس الآي، وقيل: للاستراحة { فهو في عيشة راضية } قيل: مرضيَّة، وقيل: ذات رضا { في جنة عالية } رفيعة المكان { قطوفها دانية } ثمارها قريبة { كلوا واشربوا هنيئاً } قيل: الهنيء المريء الذي ليس فيه ما يؤذي ولا يعقب إذا كالغائط والبول { بما أسلفتم } قدمتم { في الأيام الخالية } الماضية، يعني في الدنيا، وقيل: أيام الصوم، وقيل: أيام الخلوة، قال قتادة: أيامكم هذه أيام خالية تؤديكم إلى أيام باقية اعملوا فيها وقدموا خيراً، وقيل: كتاب المؤمن من نور وعليه خط من نور.