التفاسير

< >
عرض

فَٱصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً
٥
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً
٦
وَنَرَاهُ قَرِيباً
٧
يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ
٨
وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ
٩
وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً
١٠
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ
١١
وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ
١٢
وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ
١٣
وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ
١٤
كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ
١٥
نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ
١٦
تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ
١٧
وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ
١٨
إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً
١٩
إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً
٢٠
وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً
٢١
إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ
٢٢
ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ
٢٣
وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ
٢٤
لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ
٢٥
وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ
٢٦
وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ
٢٧
إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ
٢٨
وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ
٢٩
إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
٣٠
فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ
٣١
-المعارج

تفسير الأعقم

{ فاصبر صبراً جميلاً } بحسن عشرتهم ودعوتهم إلى الله ودينه والتأني وترك العجلة والمداراة { إنهم يرونه بعيداً } الضمير في يرونه للعذاب الواقع لا ليوم القيامة لأن كل آت قريب، يعني يوم القيامة، وقيل: يرون العذاب بعيداً ونحن { نراه قريباً } عنهم لاستحقاقهم، ثم وصف اليوم الموعود فقال: { يوم تكون السماء كالمهل }، قيل: عكر الزيت، وقيل: كالصفر المذاب { ولا يسأل حميمٌ حميماً } أي قريبٌ قريباً لشغل كل إنسان بنفسه، وقيل: لا يسأل حميم حميماً ليعرف حاله لأن كل أحد يعرف بسيماه { يبصرونهم } أي يبين لهم الحميم بأبصارهم فلا مخلوق إلا وهو نصب عين صاحبه يبصر قرينه وحميمه وعشيرته ولا يكلمه شغلاً بنفسه { يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه } { وصاحبته } امرأته { وأخيه } { وفصيلته } عشيرته الأقربون { التي تؤويه } يأوي إليها { ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه } { كلا } أي ليس ذلك لا ينجيه أحد من عذاب الله ثم ابتدأ { إنها لظى }، قيل: الدركة الثانية، وقيل: اسم لجهنم سميت بذلك لأنها تلتهب { نزّاعة للشوى }، قيل: الأطراف كاليد والرجل والهام، وقيل: أم الرأس، وقيل: اللحم دون العظم { تدعو } يعني النار تدعو إلى نفسها { من أدبر } عن الإِيمان وأعرض، قيل: الله ينطقها حتى تدعوهم، وقيل: خزنة النار { وجمع فأوعى } يعني جمع المال وكسبه فلم يؤدِ حقه { إن الإِنسان خلق هلوعاً }، قيل: الهلوع الحريص الضجور، وقيل: هو الذي { إذا مسّه الشر جزوعاً } { وإذا مسّه الخير منوعاً }، وقيل: شحيحاً، وقيل: إذا مسّه الخير لم يشكر، وإذا مسّه الشر لم يصبر، وإذا مسّه الخير منع حق الله { إلاَّ المصلين } أراد جميع المؤمنين { الذين هم على صلاتهم دائمون } يعني يديمون إقامة الفرائض { والذين في أموالهم حق معلوم } وهو ما يخرج من صدقة أو صلة رحم، وقيل: الزكاة المفروضة { للسائل } الذي يسأل { والمحروم } الذي حرم الرزق لقلة السؤال، وقيل: الذي لا شيء له، وقيل: المحروم الزمن، وقيل: الذي لا حظ له بالعطاء، وقيل: الكلب والسنور ونحوهما مما يطوف على الإِنسان { والذين يصدقون بيوم الدين } أي يوم القيامة { والذين هم من عذاب ربهم مشفقون } أي خائفون { إن عذاب ربهم غير مأمون } أي لا يأمن حلوله إلا العصاة، وقيل: يخافون ألا تقبل حسناتهم ويؤاخذون بسيئاتهم { والذين هم لفروجهم حافظون } { إلاَّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } المجاوزون الحدّ.