التفاسير

< >
عرض

سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ
١
لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ
٢
مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلْمَعَارِجِ
٣
تَعْرُجُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
٤
-المعارج

تفسير الأعقم

قرأ نافع وابن عامر { سأل سائل } ساكنة الألف غير مهموزة والباقون مهموزة مفتوحة الألف، واتفقوا في سأل أنه مهموز، فمن قرأ بالهمز عنى السؤال لا غير، ومن قرأ بغير همز فقيل: هي لغة في السؤال، وقيل: هو من السيل، وقيل: هو واد في جهنم، قيل: لما بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خوف أهل مكة بالعذاب قال المشركون بعضهم لبعض: سلوا محمداً عن العذاب لمن هو؟ وعلى من ينزل؟ فنزلت الآية، وقيل: أن النضر بن الحرث دعا وقال: { { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السمآء أو ائتنا بعذاب أليم } [الأنفال: 32] فنزل به ما سأل يوم بدر وقتل صبراً، ولم يقتل من الأسرى غير رجلين النضر بن الحارث وبلتعة بن أبي معيط، وسئل سفيان بن عيينة فيمن نزل قوله: { سأل سائل }، فقال: لقد سألتني مسألة ما سألني أحد قبلك، حدثني أبي عن أبي جعفر بن محمد عن آبائه قال: "لما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بغدير خم نادى الناس فلما اجتمعوا أخذ بيد علي (عليه السلام) وقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، فشاع ذلك في البلاد فبلغ ذلك الحارث بن النعمان فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على ناقة حمراء حتى أتى الأبطح وأتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله فقبلنا منك وأمرتنا بالصلاة والصوم والحج فقبلنا منك ثم لم نرض بهذا حتى رفعت لصنعى ابن عمك فضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فهذا مولاه هذا شيء منك أو من الله؟! فقال: والله الذي لا إله إلا هو أنه من الله، فولى الحارث بن النعمان وقال: اللهم إن كان ما يقوله محمد حق فامطر علينا حجارة من السماء فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله بحجر سقط على هامته وخرج من دبره فقتله وأنزل الله فيه: { سأل سائل }" ذكره الحاكم والنزول والثعلبي { من الله ذي المعارج } أي رب المعارج وخالقها ومالكها، قيل: السماوات لأنها موضع عروج الملائكة { تعرج الملائكة } أي تصعد، { والروح } جبريل { إليه } أي إلى عرشه وحيث يهبط فيه إذا أمره { في يوم كان مقداره } كمدة مقدار { خمسين ألف سنة } مما يعد الناس والروح (عليه السلام) وقيل: الروح خلق هم حفظة على الملائكة كما أن الملائكة حفظة على الناس أراد يوم القيامة أما أن يكون استطالته لشدته على الكفار وأما أنه على الحقيقة كذلك، وقيل: فيه خمسون موطناً كل موطن ألف سنة، وما قدر ذلك على المؤمن إلا كما بين الظهر والعصر، وقيل: لو ولى المحاسبة غيره تعالى في ذلك اليوم لم يفرغ إلا بعد خمسين ألف سنة وهو يفرغ في ساعة.