التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
٣٢
وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ
٣٣
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ
٣٤
أُوْلَـٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ
٣٥
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ
٣٦
عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ
٣٧
أَيَطْمَعُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ
٣٨
كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ
٣٩
فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ
٤٠
عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
٤١
فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٤٢
يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ
٤٣
خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ
٤٤
-المعارج

تفسير الأعقم

{ والذين هم لأماناتهم }، قيل: ما يؤتمن المرء عليه كالوصايا والودائع والحكومات والعبادات ونحو ذلك لأن جميع ذلك اؤتمنوا عليها { وعهدهم } ما فرض عليهم { راعون } حافظون { والذين هم بشهادتهم قائمون } قيل: يقيمونها ولا يكتمونها ولا يعيرون لقرابة لحر يقع، قيل: أراد الشهادة بين الناس، وقيل: قائمون لحفظ ما شهدوا به من شهادة أن لا إله إلا الله { والذين هم على صلاتهم يحافظون } أي يحفظون أوقاتها وأركانها وسننها ولا يضيعون شيئاً منها { أولئك } من تقدم صفتهم { في جناتٍ مكرمون } معظمون بالثواب { فمالِ الذين كفروا قبلك مهطعين } الآية نزلت في المشركين كانوا يجتمعون حول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حلقاً حلقاً وفرقاً فرقاً يستمعون ويستهزئون بكلامك ويقولون إذا دخل هؤلاء الجنة كما زعم محمد فلندخلنها قبلهم فنزلت: { مهطعين } مسرعين نحوك مادّي أعناقهم إليك مقبلين بأبصارهم عليك { عزين } فرقاً شتى جمع عزة والأقرب أنهم كانوا أهل مكة، وقيل: مسرعين إليك كانوا يأخذون الحديث منه ثم يتفرقون عزين بالتكذيب، وقيل: أسرعوا متعجبين منه، وقيل: أسرعوا إليه لطلب عيب له، وقيل: فما للذين كفروا مسرعين إلى نيل الجنة وطمع الثواب مع الإِقامة على الكفر وليس معهم ما يوجب ذلك { عن اليمين وعن الشمال عزين } أي فرقاً وعصبةً عصبةً وجماعة جماعة متفرقين { أيطمع كل امرء منهم أن يدخل جنَّة نعيم } مع ما هم عليه من الكفر { كلاّ } أي لا يكون ذلك { إنا خلقناهم مما يعلمون } قيل: من النطفة، وقيل: من قدر { فلا أقسم } قيل: لا صلة مؤكدة، وقيل: هو كقوله لا والله، وقيل: هو رد الكلام وإثبات للآخر { برب المشارق والمغارب } قيل: مشارق الشمس ومغاربها، قال ابن عباس: للشمس ثلاثمائة وستون مطلعاً تطلع كل يوم من مطلع، وقيل: مشارق الشمس والقمر والنجوم { إنا لقادرون على أن نبدّل خيراً منهم } أي من قدر على خلقهم قدر على غيرهم، وقيل: يكون ذلك الغير خيراً منهم، ومتى قيل: فهلا يدلهم بمن هو خير منهم؟ قلنا: قد جعل فبدلهم بالمهاجرين والأنصار خير منهم: { وما نحن بمسبوقين } يعني يفوق عقابنا إياهم، وقيل: وما نحن بعاجزين عن ذلك، وقيل: وما نحن بمعلومين { فذرهم } دعهم، وهذا تهديد ووعيد { يخوضوا } في باطلهم { ويلعبوا } بأمر دنياهم { حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون } يعني { يوم يخرجون من الأجداث } من القبور { سراعاً } قيل: لشدة السوق فيسرعون { كأنهم إلى نصب يوفضون } كأنهم إلى أوثانهم يسعون لتقرب اليهم في الدنيا { خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } فلا يصدقون به.