التفاسير

< >
عرض

فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً
١٠
يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً
١١
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً
١٢
مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً
١٣
وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً
١٤
أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً
١٥
وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً
١٦
وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً
١٧
ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً
١٨
وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ بِسَاطاً
١٩
لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً
٢٠
قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً
٢١
وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً
٢٢
-نوح

تفسير الأعقم

{ فقلت استغفروا ربكم } أي اطلبوا منه المغفرة بالإِيمان { إنه كان غفاراً } لمن تاب وآمن { يرسل السماء عليكم مدراراً } متتابعاً حالاً بعد حال { ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتٍ } بساتين { ويجعل لكم أنهاراً } جارية، وقيل: كان الله ابتلى قوم نوح بالقحط وأعقم أرحام النساء أربعين عاماً فضمن نوح لهم أنهم إن آمنوا أصلح الله أحوالهم، وروي أن عمراً (رضي الله عنه) خرج للاستسقاء فما زاد على الاستغفار وتلا هذه الآية، وروي أن رجلاً أتى الحسن فشكا إليه الجدوبة فقال: استغفروا الله، وأتاه آخر فشكا اليه الفقر فقال: استغفر الله، وأتاه آخر فقال: ادعوا الله أن يرزقني ولداً فقال: استغفر الله، فقيل له في ذلك فتلا الآية، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) استسقى ودعا ولم يصل { ما لكم لا ترجون لله وقاراً }، قيل: ما لكم لا تعتقدون باثبات الله إلهاً لكم، والوقار الثبات، وقيل: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته، وقيل: ما لكم لا تعرفون الله حقاً { وقد خلقكم أطواراً } تارات حالاً بعد حال، قيل: نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم خلقاً سويَّاً، وقيل: صبيَّاً ثم شابَّاً ثم شيخاً وضعيفاً وقوياً، وقيل: غنيَّاً وفقيراً وصحيحاً ومريضاً { ألم تروا } يحتمل الرؤية بالنظر، ألم تنظروا السماوات كيف خلقناها ويحتمل العلم أي { كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً } أي بعضها فوق بعض { وجعل القمر فيهن نوراً } قيل: في السماوات السبع، وقيل: أن الشمس والقمر وجوههما مما يلي السماء وظهورهما مما يلي الأرض، وقيل: في ناحيتين، وقيل: في سماء الدنيا، وهذا كما يقال: أتت بنو تميم وإنما أتى بعضهم، وقيل: الشمس في السماء الرابعة، وروي في الغرائب والعجائب أنه إجماع أن الشمس في السماء الرابعة { والله أنبتكم من الأرض نباتاً } قيل: الكِبَر بعد الصِغر والإِطالة بعد القصر وذلك هو الإِخراج من حال الطفولية إلى الشباب، وقيل: أراد الخلق الأول وهو خلق آدم من الأرض، وقيل: رباكم بالأغذية التي من الأرض { ثم يعيدكم فيها } أي في الأرض أمواتاً { ويخرجكم } منها عند البعث { إخراجاً } { والله جعل لكم الأرض بساطاً } أي مهاداً مستوية { لتسلكوا منها } من الأرض { سبلاً فجاجاً } طرقاً مختلفة، وقيل: سبلاً في الصحارى وفجاجاً في الجبال { قال نوح رب إنهم عصوني } فيما دعوتهم إليه { واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً } أي هلاكاً وهم القادة والأشراف تقليداً { ومكروا مكراً } أي دبروا في أمر نوح تدبيراً { كباراً } عظيماً، قيل: بقي فيهم ثلاثة قرون كل قرن ثلاثمائة سنة كل قرن يوصي الآخر ألا يقبل منه.