التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً
٢٣
وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً
٢٤
مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً
٢٥
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً
٢٦
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً
٢٧
رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً
٢٨
-نوح

تفسير الأعقم

{ وقالوا } يعني الرؤساء للاتباع { لا تذرن وداً ولا سواعاً } وقد انتقلت هذه الأصنام عن قوم نوح (عليه السلام) إلى العرب، وكان ودّ لكلب وسواع لهمدان ويغوث لمدحج، ويعوق لمراد، ونسر لحمير، ولذلك سميت العرب تعبد ود، وقيل: أسماء رجال صالحين، وقيل: من أولاد آدم (عليه السلام) ماتوا فقال ابليس لمن بعدهم: لو صورتم صورهم فكنتم تنظرون إليهم ففعلوا، فلمن مات أولئك قال لمن بعدهم: أنهم كانوا يعبدونهم فعبدوهم، وقيل: كان وداً على صورة رجل، وسواع على صورة امرأة، ويغوث على صورة أسد، ويعوق على صورة فرس، ونسر على صورة نسر { وقد أضلوا كثيراً } يعني قد ضل بسبب هذه الأصنام كثيراً من الناس فأضاف الضلال إليها لما وقع بسببها، وقيل: أن أكابرهم أضلوا اتباعهم { ولا تزد الظالمين إلاَّ ضلالاً } قيل: هلاكاً، وقيل: إهاناً { مما خطيئاتهم أغرقوا } في الدنيا ثم نقلوا إلى النار { فادخلوا ناراً }، قيل: في قبورهم لأن الفاء للتعقيب، وقيل: نار الآخرة أي سيدخلون { فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً } ينصرونهم فيدفع عنهم العذاب { وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً } أي لا تدع قيل: أنه دعا بإذن الله لما أيس من إيمانهم، وقيل: ما دعى عليهم حتى نزل: { { لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } [هود: 36] وقوله: { على الأرض من الكافرين دياراً } أي أحداً يدور { إنك ان تذرهم يضلوا عبادك } يعني يتواصون بمخالفة نوح وتكذيبه { ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً } أي لا يلدوا إلا من يكفر عند بلوغه حدّ التكليف لأن الطفل لا يكون كافراً، وقيل: إنما قال نوح هذا حين أخرج الله كل مؤمن من أصلاب رجالهم وأرحام نسائهم وأعقم أرحام نسائهم وأيبس أصلاب رجالهم أربعين سنة قبل العذاب، وقيل: سبعين سنة، وأخبر الله نوحاً أنهم لا يؤمنون ولا يلدوا مؤمناً، فحينئذ دعا عليهم فأجاب الله دعاءه وأهلكهم بالطوفان ولم يكن فيهم صبي وقت العذاب، وقيل: يجوز أن يكون فيهم أطفال فيكون ذلك محنة يجب عليها العوض كالأمراض والأوجاع التي تصيب الأطفال، ثم دعا لنفسه فقال: { رب اغفر لي ولوالدي } وكانا مؤمنين، وقيل: آدم وحواء وقرأ الحسن بن علي (صلى الله عليه وآله وسلم): ولولديَّ يريد ساماً وحاماً { ولمن دخل بيتي } قيل: داري، وقيل: مسجدي، وقيل: سفينتي { مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات } عامَّة، قيل: من أمة محمد { ولا تزد الظالمين إلاَّ تباراً } هلاكاً.