التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً
٢٥
عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً
٢٦
إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً
٢٧
لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً
٢٨
-الجن

تفسير الأعقم

{ قل } يا محمد { إن أدري أقريب ما توعدون } قيل: القيامة، وقيل: اراد القيامة، وقيل: أراد العذاب أي لا أعلم ذلك قريب يعجل { أم يجعل له ربي أمداً } أي أجلاً وغاية تطول مدتها { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً } أي لا يطلع على غيبه أحداً { إلاَّ من ارتضى من رسولٍ } أي من يصطفيه ويختاره فيعطيه ما يشاء من الغيب على ما يرى من المصلحة { فإنه يسلك من بين يديه } من ارتضى للرسالة { ومن خلفه رصداً } حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين يطردونهم عنه ويعصمونه من وساوسهم حتى يبلغ ما أوحي به اليه، وعن الضحاك: ما بعث نبي إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين إن يتشبهوا بصور الملائكة { ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } كما هي محروسة من الزيادة والنقصان { وأحصى كل شيء عدداً } من القطر والرمل وورق الأشجار وزبد البحار، فكيف يحيط بما عند الرسول من وعيد وكلامه؟ وقيل: كان إذا نزل الوحي بعث الله جبريل ومعه ملائكة يحرسون الوحي فيحرسون النبي من كفار الإِنس والجن إلاَّ أن يؤدي ويبلغ إلى الخلق، وقيل: رصداً حفظة من الملائكة ليعلم، قيل: ليعلم محمد أن الرسل قبله أتوا رسالات ربهم وبلغوا، وقيل: الرسل أن قد أبلغوا رسالات ربهم، وقيل: ليعلم الله ومعناه ليظهر من المعلوم ما كان الله عالم به.