التفاسير

< >
عرض

قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوۤاْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً
١
يَهْدِيۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً
٢
وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً
٣
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً
٤
وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً
٥
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً
٦
-الجن

تفسير الأعقم

{ قل } يا محمد { أوحي } ذكر على ما لم يسم فاعله تفخيماً وتعظيماً والله تعالى الذي أوحى إليه { أنه استمع نفرٌ من الجن } قيل: كانوا سبعة من جن نصيبين سمعوا قراءة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورجعوا إلى قومهم { فقالوا إنَّا سمعنا قرآناً عجباً } لأن كلام العباد لا تعجب منه، وقيل: أرادوا كلاماً خارجاً عن كلام العباد نظماً وفصاحة ومعنى { يهدي إلى الرشد } أي يدل إلى الهدى ويدعو إليه { فآمنا به } أي صدقنا { ولن نشرك بربنا أحداً } قيل: إنما بدأوا بأنفسهم في الحكاية لأنهم كانوا رأوا العوام وتبعوهم في مذاهبهم، وقيل: قالوا لهم نصيحة، واختلفوا قيل: لم يراهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك قال أوحي إليَّ، وقيل: بل رآهم وكانوا سبعة فأرسلهم إلى سائر الجن { وأنّه تعالى جدّ ربنا } كما قيل: تعالت صفات الله وعظم جلالة ربنا وعظمته، يقال: جد فلان في بني فلان أي عظم، والمعنى جلّ في صفاته فلا تجوز عليه صفات الأجسام والأعراض { ما اتخذ صاحبة } أي زوجة { ولا ولداً } { وإنه كان يقول سفيهنا } قيل: جاهلنا، وقيل: هو ابليس { على الله شططا } يعني قولاً عظيماً وافترى على الله بوصفه بما لا يليق به، شططا أي بعيداً من الصواب وهو الكذب في توحيد الله وعدله { وأنا ظننا أن لن تقول الإِنس والجن على الله كذباً } الكذب في وصفه بالولد والشريك حتى سمعنا القرآن وتبنا إلى الله { وأنه كان رجالٌ من الإِنس } أي من بني آدم، وقيل: أن أول من تعوذ بهم رجال من اليمن ثم بنو حنيفة ثم فشا في العرب، وكان الرجل إذا نزل وادياً في سفره قال: أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه { فزادوهم رهقاً } يعني زاد الجن الإِنس رهقاً استعاذتهم، واختلفوا في قوله: { رهقاً } قيل: إثماً، وقيل: طغياناً، وقيل: جهلاً، وقيل: هلاكاً.