التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ
١
قُمْ فَأَنذِرْ
٢
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ
٣
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
٤
وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ
٥
وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ
٦
وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ
٧
-المدثر

تفسير الأعقم

{ المدثر } لابس الدثار وهو ما فوق الشعار وهو الثواب الذي يلي الجسد، وقيل: هي أول سورة نزلت، روى جابر بن عبد الله عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "كنت على جبل حراء فنوديت: يا محمد إنك رسول الله، فنظرت عن يميني ويساري فلم أرَ شيئاً، فنظرت فوقي فرأيت شيئاً" ، وفي رواية عائشة: "فنظرت فوقي فإذا به قاعدٌ على عرش بين السماء والأرض - يعني الملك الذين ناداه - فرعبت ورجعت إلى خديجة فقلت: دثروني، فنزل جبريل وقال: { يأيها المدثر }" ، وعن الزهري: "أول سورة نزلت { { اقرأ باسم ربك } [العلق: 1] إلى قوله: { { ما لم يعلم } [العلق: 5] فحزن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعلو شواهق الجبال، فأتاه جبريل (عليه السلام) وقال: إنك نبي الله، فرجع إلى خديجة (رضي الله عنها) وقال: "دثروني وصبوا عليَّ ماء بارد" ، فنزل { يأيها المدثر } { قم } من مضجعك أو قم قيام عزم { فانذر } فحذر قومك من عذاب الله إن لم يؤمنوا، والصحيح أن المعنى فافعل الإِنذرا من غير تخصيص له بأحد { وربك فكبر } واختص ربك بالتكبير وأن تقول الله أكبر، وروي أنه لما نزل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "الله أكبر" فكبرت خديجة وفرحت وعلمت أنه الوحي، وقد يحمل على تكبير الصلاة { وثيابك فطهّر } أمر (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن تكون ثيابه طاهرة من النجاسات لأن طهارة الثياب شرط في الصلاة لا تصح إلا بها، وقيل: أمر بتقصيرها ومخالفة العرب، وقيل: هو أمر بتطهير النفس، وقيل: لا تلبسها على غدر فإن الغادر يدنس الثياب، وقيل: عملك فاخلصه { والرجز فاهجر } قيل: اترك المآثم والذنوب، وقيل: هي الأوثان، وقيل: كل معصية رجز، وقيل: اجتنب النجاسات، وقيل: العذاب أي اهجر كل ما يوجب العذاب من الأعمال { ولا تمنن تستكثر } قيل: لا تعطي شيئاً طمعاً في أن تعطى أكثر منه فتكون طالباً للمكافأة وهذا جائز إلا أن الله تعالى اختار له أشرف الآداب وأحسن الأخلاق، وقيل: لا تستكثر عملك، وقيل: لا تمنن على الناس بما تمنن به عليهم، وقيل: لا تمنن بالنبوة، وقيل: لا تمنن بما تأتيه من الابلاغ على أمتك { ولربك فاصبر } على أذى المشركين، وقيل: اصبر على ما أمر الله تعالى.