التفاسير

< >
عرض

يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ
١٠
كَلاَّ لاَ وَزَرَ
١١
إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ
١٢
يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ
١٣
بَلِ ٱلإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
١٤
وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ
١٥
لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
١٦
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
١٧
فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ
١٨
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ
١٩
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ
٢٠
وَتَذَرُونَ ٱلآخِرَةَ
٢١
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ
٢٢
إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
٢٣
-القيامة

تفسير الأعقم

{ يقول الإِنسان } من نظر من أهل النار { أين المفر } المهرب، وقيل: يجوز أن يسأل بعض المؤمنين والملائكة أين المهرب فيجيبون: { كلا لا وزر }، وقيل: هو من كلامه تعالى قيل: لا ملجأ، وقيل: لا حصن ولا جبل { الى ربك } الى حكمه { يومئذ المستقر } أي مستقر الأمر، وقيل: قرار الخلق إما الجنة أو النار { ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدَّم وأخَّر } بما قدّم قبل موته من عمل صالح أو سيئة وما أخّر من حسنة أو سيئة يعمل بها بعد موته، وقيل: جميع أفعاله { بل الإِنسان على نفسه بصيرة } أي من نفسه شاهد يشهد عليه من عمله وهو جوارحه أقام جوارحه مقام نفسه، وقيل: يشهد عليه الشاهدون { ولو ألقى معاذيره } ولو اعتذر، وقيل: لو أقام الاعتذار عند الناس قيل: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكثر تحريك لسانه بالقرآن مخافة النسيان فنزل: { لا تحرك به لسانك }، وقيل: كان إذا نزل القرآن عجل بتحريك لسانه { إنّ علينا جمعه } في صدرك حتى تحفظه { وقرآنه } عليك { فإذا قرأناه } قيل: قرأه الملك عليك بأمرنا { فاتبع قرآنه } أي اتبع قرآنه بقرآنك { ثم إنَّ علينا بيانه } قيل: تذكر أحكامه وحلاله وحرامه، وقيل: تبين ذلك معناه إذا حظفته { كلا } ردع وزجر عن حب الدنيا واتباع الهوى { بل تحبون العاجلة } يعني تختارون الدنيا على العقبى { وجوه يومئذ ناضرة } الوجه عضو معروف وأصله من المواجهة، قيل: معناه ذات وجوه، وقيل: أراد أرباب الطاعات يومئذ أي يوم القيامة ناضرة، قيل: بهجة حسنة، وقيل: مسرورة، وقيل: ناعمة، وقيل: مضيئة { إلى ربها ناظرة } فيه وجهان: أحدهما أن المراد نظر العين، وثانيها أن المراد الانتظار، فمن حمله على الانتظار قيل: تنتظر الثواب من ربها، روي ذلك عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والحسن، وقيل: إلى بمعنى النعمة أي نعم ربها منتظرة، أي قطعوا أطماعهم عن كل شيء سوى الله، قال الشاعر:

وجوه ناظرات يوم بدرٍ إلى الرحمان يأتي بالخلاصِ

فأما من قال يحمل على نظر العين قيل: إلى ثواب ربها ناظرة أي منتظرة إلى ما أعطاها الله في الجنة من النعم حالاً بعد حال، وروي ذلك عن جماعة من المفسرين فذكر نفسه وأراد ثوابه، قال القاضي: والأول أولى.