{عمَّ يتساءلون} يعني عن أي شيء يتساءلون؟ قيل: ان المشركين سأل بعضهم بعضاً على طريق الانكار والتعجب {عن النبأ العظيم} أي الخبر العظيم قيل: القرآن، وقيل: محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: البعث بعد الموت {الذي هم فيه مختلفون} مصدق به ومكذب {كلا سيعلمون} قيل: سيعلم الكفار عاقبة تكذيبهم وسيعلم المؤمنون عاقبة تصديقهم، وقيل: كلا سيعلمون ما ينالهم يوم القيامة من العذاب، وقيل: كلا ردع وزجر أي ليس الأمر كما يقولون {ألم نجعل الأرض مهاداً} بساطاً، وقيل: مستوية ليتمكنوا من التصرف عليها {والجبال أوتاداً} الأرض لتسكن ولا تضطرب {وخلقناكم أزواجاً} قيل: ذكراً وأنثى، وقيل: أصنافاً أسود وأبيض والكبير والصغير وما أشبه ذلك {وجعلنا نومكم سباتاً} قطع العمل للراحة وأصل السبت: القطع، وقيل: راحة لأبدانكم {وجعلنا الليل لباساً} يستر كل شيء بظلمته {وجعلنا النهار معاشاً} أي سبباً ومتصرفاً في طلب معاشكم {وبنينا فوقكم سبعاً شداداً} أي سبع سماوات محكمات {وجعلنا سراجاً وهاجاً} يعني الشمس سراج العالم الذي يستضيء به الخلق، وهّاجاً منيراً {وأنزلنا من المعصرات} قيل: السحاب، وقيل: السماوات {ماء ثجاجاً} يعني صباباً، وقيل: مدراراً، وقيل: متتابعاً {لنخرج به حبّاً ونباتاً} بالمطر فالحب كلما تضمنه أكمام الزرع الذي يحصد، والنبات الكلأ من الحشيش وغيره {وجنّات} بساتين {ألفافا} مُلتفة بعضها ببعض {إن يوم الفصل} أي يوم القضاء والحكم وهو يوم القيامة {ميقاتاً} وقتاً موعود لا بدّ منه {يوم ينفخ في الصور} قيل: الصور قرن ينفخ فيه إسرافيل يحيي الله الخلق عنده، وقيل: الصور جمع صورة أي ينفخ الروح في الصور {فتأتون أفواجاً} أي جماعة جماعةً {وفتحت السماء فكانت أبواباً} قيل: شُقت لنزول الملائكة {وسيّرت الجبال} من أماكنها {فكانت سراباً} يعني كالسراب في خفة زوالها.