التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً
١
وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً
٢
وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً
٣
فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً
٤
فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً
٥
يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ
٦
تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ
٧
-النازعات

تفسير الأعقم

أقسم الله تعالى بهذه الخمسة الأشياء منها على قدرته، وقيل: برب هذه الأشياء، واختلفوا في جواب القسم، فقيل: هو محذوف كأنه قيل:.... للجزاء يوم ترجف هذا قول أكثر النحويين وهو الوجه، وقيل: جوابه أن في ذلك لعبرة، وقيل: هل أتاك بمعنى قد أتاك، وقوله: { والنازعات غرقاً } أقسم تعالى بطوائف الملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد، وبالطوائف التي تنشطها أي تخرجها من نشط الدلو من البئر إذا أخرجها، وللمفسرين فيها خمسة أقوال فالذي ذكره علي (عليه السلام) وابن عباس وابن مسعود (رضي الله عنهم) أنها الملائكة، غرقاً يعني إغراقاً أي أبعاداً في النزع { والناشطات نشطاً } قيل: الملائكة تنشط بأمر الله إلى حيث كان، وقيل: تقبض روحه المؤمن برفق والكافر ما بين الجلد والأظفار تخرجها من أجوافهم بالكرب والغم { والسابحات سبحاً } قيل: الملائكة يسعون إلى الأنبياء بالوحي، وقيل: بروح المؤمن إلى الجنة { فالمدبرات أمراً } الملائكة يدبرون الأشياء بأمر الله تعالى، وقيل: المراد بالأربعة الأولى النجوم والمدبرات الملائكة، وقيل: المراد الغزاة والرماة في سبيل الله، فعلى هذا النازعات أيدي الرماة إذا مدت القوس، وكذلك الناشطات السهام وهي خروجها من أيدي الرماة { والسابحات سبحاً } قيل: الخيل والإِبل وأراد خيل الغزاة، وقيل: السفن { والسابقات سبقاً } قيل: هي الخيل { فالمدبرات } الملائكة، قيل: هم أربعة جبريل واليه تدبير الرياح والجنود، وميكائيل وإليه تدبير المطر والنبات، وملك الموت واليه قبض الأرواح، وإسرافيل ينزل بالأمر عليهم { يوم ترجف الراجفة } أي تضطرب { تتبعها الرادفة } النفخة الآخرة، وقيل: ترجف الراجفة تزلزلت الأرض والجبال، تتبعها الرادفة تشقق السماء وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة، وقيل: رجفت الأرض تضطرب وتزلزل، والرادفة زلزلة تتبع هذه الأولى.