التفاسير

< >
عرض

إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ
١
وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ
٢
وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ
٣
وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ
٤
وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ
٥
وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ
٦
وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ
٧
وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ
٨
بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ
٩
وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ
١٠
وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ
١١
وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ
١٢
وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ
١٣
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ
١٤
-التكوير

تفسير الأعقم

وقوله: { إذا } شرطٌ والجواب قوله: { علمت } { الشمس كوّرت } قيل: ذهب ضوؤها ونورها، والكور: اللف والطي والتكوير نظائر، كوّر العمامة تكويراً، وقيل: التفت { وإذا النجوم انكدرت } قيل: تناثرت، وقيل: ذهب ضوؤها { وإذا الجبال سيّرت } على وجه الأرض فصارت هباء منبثاً { وإذا العشار عطّلت } يعني النوق الحوامل التي قرب نتاجها، عطلت أهملت يدكها أربابها لما دهمهم من عظيم ذلك اليوم { وإذا الوحوش حشرت } جمعت يوم القيامة من كل ناحية، قال قتادة: يحشر كل شيء حتى الذباب للقصاص، وقيل: إذا قضي بينها ردت تراباً فلا يبقى منها إلا ما فيه سرور لبني آدم، وعن ابن عباس: حشرها موتها { وإذا البحار سجّرت } قرئ بالتخفيف والتشديد من سجر التنور إذا ملأه بالحطب، وفجر بعضها إلى بعض حتى يعود بحراً واحداً، عن الحسن: يذهبُ ماؤها فلا يبقى فيها قطرة، وقيل: يجعل ماؤها نيراناً يعذب به أهل النار، وقيل: بحار في جهنم من الحميم يعذبون بها { وإذا النفوس زوّجت } قرن كل إنسان بشكله من أهل الجنة وأهل النار، وقيل: زوّجت ردت الأرواح إلى الأجساد، وقيل: زوّجت نفوس المؤمنين بالحور العين والكفار بالشياطين، وقيل: زوّجت النفوس بأعمالها { وإذا الموؤدة سُئِلتْ } يعني الجارية المدفونة حيَّة، قيل: كانوا إذا ولدت بنتاً فأرادوا قتلها حفروا لها قبراً ثم يقول لأمها: زينيها لأذهب بها إلى إحمائها، فيذهب بها فيضعها في الحفرة ويهيل التراب عليها، وقيل: كانت الحامل إذا أقربت حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة، فإذا ولدت بنتاً رمت بها في الحفرة، وإذا ولدت ابناً حبسته، وكانوا يقولون: ان الملائكة بنات الله فألحقوا البنات به وإنما فعلوا ذلك خوف العار لهم من أجلهن أو الخوف من إملاق، وسُئِلت: يعني سُئِل الموؤدة لماذا قتلت؟ وبأي ذنب؟ وهذا سؤال للقاتل، وقيل: سُئِلت طلبت القاتل الحجة في قتلها { وإذا الصحف نشرت } كيف أعمالهم { وإذا السماء كشطت } قلعت من مكانها ونزعت { وإذا الجحيم سعّرت } أوقدت حتى ازدادت شدة، وقيل: سعّرها غضب الله وخطايا بني آدم { وإذا الجنة أزلفت } أي قرنت بما فيها من النعم ليزداد المؤمن سروراً وأهل النار حسرة { علمت نفس ما أحضرت } من خير وشر، ومعناه علمت كل نفس ما عملت ووجب جزاؤه لأن الأعمال لا يصح عليها الإِحضار، وقيل: تحضر الصحائف.