التفاسير

< >
عرض

إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ
١
وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ
٢
وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ
٣
وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ
٤
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ
٥
يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ
٦
ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
٧
فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ
٨
-الانفطار

تفسير الأعقم

{ إذا السماء انفطرت } انشقت لنزول الملائكة { وإذا الكواكب انتثرت } تساقطت { وإذا البحار فجّرت } فجّر بعضها في بعض عذبها في مالحها ومالحها في عذبها فصارت بحراً واحداً، وقيل: ذهب ماؤها، وقيل: ملئت { وإذا القبور بعثرت } كشفت عما فيها وأخرجوا منها { علمت } جواب إذا، وقوله: { نفس ما قدّمت وأخّرت } قيل: ما قدَّمت من عمل وأخَّرت من سيئة لسها يعمل بها، وقيل: ما قدمت من طاعة أو تركت، وقيل: ما قدمت من فريضة وأخَّرت أو ما قدَّمت من الأعمال وما أخَّرت من المظالم يجدوا ذلك مكتوباً في الصحائف { يأيها الإِنسان ما غرَّك بربك الكريم } ما الذي جرأك عليه بغروره حتى عصيته، وقيل: ما الذي خدعك، أو ما الذي أدَّاك إلى الاغترار بالله حتى آثرت شهوات الدنيا وعصيت وتبعت الشياطين الإِنس والجن، وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تلا هذه الآية فقال: "غرّه والله جهله، غرّه عدوه الشيطان" ، ومنها علماء السوء يزينون له المعاصي بأن الله قدره عليه، أو يغفر له، أو أن النبي يشفع له، وأن مع الإِسلام لا يضر معصيَّة وتقليد الرؤساء والنظر إلى أهل الدنيا { الذي خلقك فسوَّاك } أي كيف تركت طاعته وهو المنعم عليكم بأن خلقك حيّاً وسوّى جميع أعضائك { فعدلك } بالتشديد وبالتخفيف عدل بك عن صورة البهائم وغيرها إلى أحسن الصور، وقيل: من شبه أم أو أب أو خال أو عم، وقيل: من ذكر أو أنثى يعني قدر على خلقك كيف شاء { ركّبك } في الجنس والطول والقصر ذكر أو أنثى.