التفاسير

< >
عرض

وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ
١
ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ
٢
وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ
٣
أَلا يَظُنُّ أُوْلَـٰئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ
٤
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ
٥
يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٦
كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ
٧
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ
٨
كِتَابٌ مَّرْقُومٌ
٩
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٠
ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ
١١
وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ
١٢
إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
١٣
كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٤
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
١٥
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ٱلْجَحِيمِ
١٦
ثُمَّ يُقَالُ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
١٧
-المطففين

تفسير الأعقم

{ ويل للمطففين } التطفيف البخس في الكيل والوزن، وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قدم المدينة وكانوا من أخبث الناس كيلاً فنزلت فأحسنوا الكيل، وروي أنه قدمها وفيها رجل يعرف بابن جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر، وقيل: كان أهل المدينة تجار يطففون، وقوله: { ويل } كلمة وعيد، وقيل: شدة العذاب، وقيل: جبٌّ في جهنم للمطففين الذين يبخسون الناس حقوقهم في الكيل والوزن { الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون } أي ما على الناس ليأخذوه لأنفسهم، يستوفون يكتالون تامّاً ويأخذون تامّاً { وإذا كالوهم } أي كالوا لهم ليوفر عليهم حقهم { أو وزنوهم يخسرون } ينقصون { ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون } ومحاسبون على مقدار الذرة والخردلة { ليوم عظيم } يوم القيامة { يوم يقوم الناس لرب العالمين } أي لحكمه بينهم { كلا } قيل: لا تفعلوا ذلك، وقيل: حقاً { إن كتاب الفجار لفي سجين } قيل: في الأرض السابعة السفلى، وقيل: جب في جهنم، وقيل: هي الصخرة التي عليها الأرضون وفيها أفعالهم { وما أدراك ما سجين } قيل: ذكر ذلك تفخيماً لشأنه { كتاب مرقوم } قيل: مكتوب فيه، وقيل: مختوم { ويل يومئذ للمكذبين } بالجزاء أو البعث { الذين يكذبون بيوم الدين } بالجزاء والبعث { وما يكذّب به إلا كل معتد أثيم } مجاوز للحدِّ بمعصية الله، أثيم كثير المأثم { إذا تتلى عليه آياتنا } يعني القرآن { قال أساطير الأولين } الآية نزلت في النضر بن الحارث { كلا } ردعٌ وزجرٌ، أي ليس كما ظنّوا، وقيل: حقاً قسما منه بأن الذنوب أحاطت بقلبه { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } قيل: هو الذنب على الذنب حتى يموت القلب ويسود، وقيل: إذا أذنب العبد كانت نكتة سوداء في قلبه { كلا } ردع وزجر، وقيل: حقاً { إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } عن رحمته وإحسانه وكرامته { ثم إنهم لصالو الجحيم } أي يصيرون إلى النار { ثم يقال } توبيخاً { هذا الذي كنتم به تكذبون }.