{إذا السماء} شرط جوابه محذوف تقديره رأى الانسان ما قدم من خير وشر، وقيل: جوابه، إنك كادح، وقوله: {انشقت} لنزول الملائكة وقيل: تنشق وتبقى وهو علم من أعلام الساعة {وأذنت لربها وحقّت} قيل: سمعت وأطاعت وحقت حقّا لها بأن تأذن بالانقياد لأمر ربها {وإذا الأرض مدّت} بسطت باندكاك جبالها، قيل: تمد الأرض يوم القيامة مدَّ الأديم في حديث مرفوع {وألقت ما فيها وتخلّت} قيل: أخرجت الأرض أثقالها وما فيها من الموتى والكنوز توسعاً كما قال: {وأذنت لربها وحقَّت} {يأيها الإِنسان} الآية نزلت في الحارث، وقيل: هو عام {إنك كادح إلى ربك كدحاً} عامل فيه عملاً من خير وشر، وقيل: صائر بكسبك إلى ربك {فملاقيه} قيل: ملاقي ربك والمعنى صائر إلى حكمه حيث لا حكم إلا حكمه، وقيل: ملاقي كدحك {فأما من أوتي كتابه بيمينه} قيل: كتاب أعمالهم التي كتبتها الحفظة وفائدة إعطائه باليمين كونه علامة لكونه من أهل الجنة وتعظيماً له {فسوف يحاسب حساباً يسيراً} أي سهلاً وهو التجاوز ومن نوقش للحساب عذب في خبر مرفوع {وينقلب إلى أهله مسروراً} قيل: أهله من الحور العين، وقيل: أولاده وأزواجه وعشائره وقد سبقوه إلى الجنة، وقيل: إلى إخوانه من المؤمنين {وأمَّا من أوتي كتابه وراء ظهره}، قيل: يخلع يده وراء ظهره ويعطى كتابه {فسوف يدعو ثبوراً} يقول: واهلاكاه واثبوراه {ويصلى سعيراً} يدخل النار ويعذب بها {إنَّه كان في أهله مسروراً} في الدنيا وأهلها، وقيل: كان مسروراً بمعاصي الله لا يغتم ولا يندم {إنَّه ظنّ أن لن يحور} أي لن يرجع حال الحياة في الآخرة للجزاء ثم رد عليه فقال سبحانه: {بلى} أي ليس الأمر كما ظن بل يرجع إلى الآخرة والجزاء ويبعث {إن ربه كان به بصيراً} أي عالم بأحواله.