التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ
١
وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ
٢
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
٣
قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ
٤
ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ
٥
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ
٦
وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
٧
وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
٨
ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
٩
-البروج

تفسير الأعقم

{ والسماء ذات البروج } قيل: أقسم بالسماء، وقيل: برب السماء، قيل: هي منازل الكواكب والشمس والقمر وهي اثنى عشر برجاً { واليوم الموعود } قيل: يوم القيامة الذي وعد الله به الجزاء { وشاهد ومشهود } قيل: الشاهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمشهود يوم القيامة، وقيل: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة، وقيل: الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم الجمعة، وقيل: الشاهد هو آدم والمشهود القيامة، وقيل: الشاهد عيسى والمشهود أمته، وقيل: محمد وأمته، وقيل: الشاهد الملائكة وأعضاء بني آدم والمشهود بنو آدم، وقيل: الشاهد الحفظة والمشهود بنو آدم { قتل أصحاب الأخدود } قيل: لعن أصحاب البئر وهم الكفار، وقيل: بل هو كفاية عن المؤمنين الذين ألقوا في الأخدود، أي قتلوا ظلماً وأخبر الله أنهم قتلوا بالإحراق، وقيل: قاتلهم وعذبهم، وأصحاب الأخدود قوم من الكفار حفروا حفراً وأوقدوا فيها ناراً، وذكر أن طول الأخدود أربعون ذراعاً وعرضه اثنى عشر ذراعاً، وعرضوا عليه المؤمنين وقالوا: لتتركن دينكم أو لنحرقنكم، فأبوا فألقوا فيها وأحرقوهم، قيل: لما ألقوا في النار نجَّى الله المؤمنين بأن أخذ أرواحهم فلم تمسهم النار فخرجت من الحفرة نار فأحرقت الكفار الذين كانوا { قعود } على النار فقيل: كانوا من المجوس، وعن علي (عليه السلام): "أن نبيّاً من الحبشة بعث إلى قومه فدعاهم فتابعه قوم وخالفه قوم، فخدّ بعض الملوك أخدوداً وأجج فيها ناراً عظيمة وامتحنوا، فأحرق من آمن بالنبي"، وقيل: وقع إلى نجران رجل ممن كان على دين عيسى (عليه السلام) فدعاهم فأجابوه، فسار إليهم ذو نواس اليهودي بجنود من حمير فخيرهم بين النار واليهودية فأبوا، فأحرق منهم اثنى عشر ألفاً في الأخاديد، وقيل: سبعون ألفاً، وقيل: كانوا من المجوس وكان لهم ملك وقع على أخته فأنكروا عليه، فدعا الناس إلى جواز نكاح الأخوات فأبوا فضربهم، فخدّ الأخدود وأضرم فيها النار وعرض ذلك على أهل مملكته فمن امتثل خلا سبيله ومن أبى أحرقه، وقيل: امرأة معها صبي فأبت فقال الطفل: امضي ولا تنافقي، فاقتحمت النار { وما نقموا منهم } ما فعلوا بهم ذلك العذاب { إلاَّ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } المستحق للحمد { والله على كل شهيد } أي شاهد.