التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ
١
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ
٢
ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ
٣
إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ
٤
فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ
٥
خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ
٦
يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ
٧
إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ
٨
يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ
٩
فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ
١٠
وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ
١١
وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ
١٢
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
١٣
وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ
١٤
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً
١٥
وَأَكِيدُ كَيْداً
١٦
فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً
١٧
-الطارق

تفسير الأعقم

قال: "نجم رمى به وهو من آيات الله"، فعجب أبو طالب فأنزل الله: { والسماء والطارق } قسم برب السماء وقيل: بالسماء { وما أدراك ما الطارق } ففسر ذلك فقال سبحانه: { النجم الثاقب } أي هو النجم الثاقب مثل المضيء كأنه يثقب الظلام بضوئه، وقيل: الثاقب الذي يرمي الشيطان، وقيل: العالي على النجوم وهو زحل، وطروق النجوم ظهورها بالليل وخفاؤها بالنهار { إن كل نفس لمَّا عليها حافظ } هذا جواب القسم حافظ من الملائكة يحفظون عمله ورزقه وأجله، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "وكل بالمؤمن مائة وستون ملكاً يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل الذباب ولو وكل العبد الى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين" { فلينظر الإِنسان ممّ خلق } أي الذين ينكرون البعث لينظروا في أنفسهم كيف خلقهم وماذا خلقهم { خلق من ماء دافق } أي مدفوق مصبوب بالرحم { يخرج من بين الصلب والترائب } قيل: يخرج من الرجل من الصلب ومن المرأة من الترائب والله يخلق الولد منهما، وقيل: الترائب موضع القلادة، وقيل: بين ثدي المرأة، وقيل: عنى به اليدين والرجلين والعينين { إنه على رجعه لقادر } يعني هذا الذي خلقه ابتداء من هذا الماء يقدر على رجعه حيّاً بعد الموت، وقيل: رد الماء في الصلب { يوم تبلى السرائر } يعني يوم القيامة تبلى تكشف الأسرار فيظهر ما كان يخفيه { فما له من قوةٍ ولا ناصر } ينصره فيدفع عنه العذاب { والسماء } قيل: قسم بنفس السماء، وقيل: برب السماء { ذات الرجع } قيل: ذات المطر والذي يرجع به حالاً بعد حال، وقيل: شمسها وقمرها ونجومها تغيب ثم تطلع { والأرض ذات الصدع } أي تصدع بالنبات { إنه لقول فصل } هذا جواب القسم ومعناه أن الاحياء بعد الموت والوعد بالبعث قول فصل، وقيل: أنه يعني القرآن وما فيه من الوعد والوعيد والأحكام قول حق وهو الوحي { وما هو بالهزل } أي أنه جدّ ليس بلعب، والهزل نقيض الجدّ ويصيره اللهو واللعب هزل يهزل هزلاً { إنهم } يعني الكفار { يكيدون كيداً } أي يحتالون في الايقاع بك وبمن معك ويريدون إطفاء نورك { وأكيد كيداً } أي أريد أمراً آخر على ضد ما يريدون أو أريد ما ينقص تدابيرهم وهو الدفع عنك وإتمام أمرك وإظهار دينك { فمهّل الكافرين أملهم رويداً } فمهّل الكفارين أي انظرهم ولا تعاجلهم وارضَ بتدبير الله فيهم رويداً، أي امهالاً قليلاً لأن ما هو كائن قريب، قيل: أراد يوم بدر، وقيل: يوم القيامة.