{ فذكّر } أي أدِّ إليهم القرآن وعظهم وذكرهم ما فيه من الوعد والوعيد، وقيل: أدّ على الانتفاع لمواعظه { سيذكّر } أي يتعظ ويقبل الذكرى { من يخشى } الله { ويتجنّبها } أي يتجنّب التذكرة { الأشقى }، وقيل: الشقي العاصي { الذي يصلى النار الكبرى } نار جهنم والنار الصغرى نار الدنيا { ثم لا يموت فيها } فيستريح { ولا يحيى } حياة ينتفع بها { قد أفلح } أي ظفر بالبغية { من تزكى } قيل: صار زكياً بالأعمال الصالحة، وقيل: أراد زكاة ماله، وقيل: زكاة الفطر وصلاة العيد، وقيل: الصلاة المكتوبة { بل تؤثرون الحياة الدنيا } تختارونها ولا تتفكرون في أمر الآخرة { والآخرة خير وأبقى } لأن الدنيا تنقطع { إن هذا } قيل: أراد جميع السورة وما يتضمن فيها، وقيل: قوله: { قد أفلح من تزكّى } إلى آخر السورة، وقيل: ما وعدتكم به، "وعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ما كان { في الصحف الأولى }؟ قال: { قد أفلح من تزكّى وذكر اسم ربه فصلّى }" ، وقيل: في { صحف ابراهيم } ينبغي للعاقل أن يكون حافظاً للسانه، عارفاً بزمانه، مقبلاً على شأنه، وقيل: إنه تعالى أنزل مائة وأربعة كتب على آدم وشيث وادريس وابراهيم وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وعلى داوود وغيرهم من الأنبياء.