{وفرعون} هو فرعون موسى {ذي الأوتاد}، قيل: ذي الجنود الذين كانوا يشددون أمره، وقيل: يوتد الأوتاد في أيدي الناس وذلك أنه قتل امرأته آسية وماشطة امرأته بالأوتاد {فصبّ عليهم ربك سوط عذاب} السوط معروف، وقيل: أنه اسم للعذاب الذي نزل لأن عندهم السوط غاية العذاب فهذا مثل {إن ربك لبالمرصاد} يسمع أقوالهم ويرى أفعالهم وأشخاصهم، والمرصاد مفعال من رصده يرصده رصداً فهو راصد، وعن بعض العرب أنه قيل له: أين ربك؟ فقال بالمرصاد {فأما الإِنسان إذا ما ابتلاه ربه} الآية نزلت في أميَّة بن خلف امتحنه الله بالنعمة فظن ذلك إكراماً وتعظيماً ولم يشكر وضاق عليه رزقه فقال: أهاننِ ربي واستخف بي، يعني أهانه الله، أي عامله معاملة المختبر ليظهر المعلوم منه فأكرمه بالإِنعام عليه فيفرح ويسر فيقول: {ربي أكرمنِ} وأعطاني هذا لمنزلتي عنده فطوربي فجازاه له على عمله {وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه} أي ضيق عليه معيشته {فيقول ربي أهاننِ} يضيق ذلك عقوبة {كلا} ردع وزجر، أي ليس الأمر كما ظن لأنه تعالى قد يوسع على العصاة ويضيق على المؤمنين بحسب ما يرى من المصلحة، وقيل: كلا تكذيب من الله تعالى لهذا القائل: {بل لا تكرمونِ} لا تكرمونه بحفظ ماله وابقاء حقه {ولا تحاضّون} أي تحثون {على طعام المسكين} أي التصدق عليهم والمسكين الفقير الذي لا شيء له، يعني أعطيناكم المال وأمرنا بأن تعطوا اليتيم والمسكين {وتأكلون التراث} أي الميراث، وقيل: مال اليتامى، وقيل: الذي يأكل ما يجد ولا يميزون الحلال والحرام وألم الجمع {وتحبون المال حبّاً جمَّاً} أي كثيراً شديداً وتجمعونه من غير وجهه.