التفاسير

< >
عرض

وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ
١٠
ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ
١١
فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ
١٢
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
١٣
إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ
١٤
فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ
١٥
وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ
١٦
كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ
١٧
وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ
١٨
وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً
١٩
وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً
٢٠
-الفجر

تفسير الأعقم

{ وفرعون } هو فرعون موسى { ذي الأوتاد }، قيل: ذي الجنود الذين كانوا يشددون أمره، وقيل: يوتد الأوتاد في أيدي الناس وذلك أنه قتل امرأته آسية وماشطة امرأته بالأوتاد { فصبّ عليهم ربك سوط عذاب } السوط معروف، وقيل: أنه اسم للعذاب الذي نزل لأن عندهم السوط غاية العذاب فهذا مثل { إن ربك لبالمرصاد } يسمع أقوالهم ويرى أفعالهم وأشخاصهم، والمرصاد مفعال من رصده يرصده رصداً فهو راصد، وعن بعض العرب أنه قيل له: أين ربك؟ فقال بالمرصاد { فأما الإِنسان إذا ما ابتلاه ربه } الآية نزلت في أميَّة بن خلف امتحنه الله بالنعمة فظن ذلك إكراماً وتعظيماً ولم يشكر وضاق عليه رزقه فقال: أهاننِ ربي واستخف بي، يعني أهانه الله، أي عامله معاملة المختبر ليظهر المعلوم منه فأكرمه بالإِنعام عليه فيفرح ويسر فيقول: { ربي أكرمنِ } وأعطاني هذا لمنزلتي عنده فطوربي فجازاه له على عمله { وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه } أي ضيق عليه معيشته { فيقول ربي أهاننِ } يضيق ذلك عقوبة { كلا } ردع وزجر، أي ليس الأمر كما ظن لأنه تعالى قد يوسع على العصاة ويضيق على المؤمنين بحسب ما يرى من المصلحة، وقيل: كلا تكذيب من الله تعالى لهذا القائل: { بل لا تكرمونِ } لا تكرمونه بحفظ ماله وابقاء حقه { ولا تحاضّون } أي تحثون { على طعام المسكين } أي التصدق عليهم والمسكين الفقير الذي لا شيء له، يعني أعطيناكم المال وأمرنا بأن تعطوا اليتيم والمسكين { وتأكلون التراث } أي الميراث، وقيل: مال اليتامى، وقيل: الذي يأكل ما يجد ولا يميزون الحلال والحرام وألم الجمع { وتحبون المال حبّاً جمَّاً } أي كثيراً شديداً وتجمعونه من غير وجهه.