التفاسير

< >
عرض

وَٱلْفَجْرِ
١
وَلَيالٍ عَشْرٍ
٢
وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ
٣
وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ
٤
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ
٥
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
٦
إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ
٧
ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ
٨
وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ
٩
-الفجر

تفسير الأعقم

قوله: { والفجر } أقسم الله تعالى بالفجر كما أقسم بالصبح في قوله: { { والصبح إذا أسفر } [المدثر: 34] وقيل: بصلاة الفجر { وليال عشر } ذي الحجة وعليه الأكثر، وقيل: الأول من رمضان، وقيل: الأول من المحرم { والشفع والوتر } قيل: الشفع الزوج والوتر الفرد من العدد، وقيل: أراد كل ما خلق الله تعالى لأن جميع الأشياء إما فرد وإما زوج، وقيل: الوتر الله تعالى، وقيل: الوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر، وقيل: أراد الصلاة المكتوبة منها شفع ومنها وتر، وقيل: الشفع آدم وحواء والوتر الله تعالى، وقيل: الشفع علي وفاطمة والوتر محمد، قال الحاكم: والوجه أن يحمل على جميع ما خلق الله { والليل إذا يسر } أي يذهب، وأقسم بهذه لما فيها من العبر، وقيل: أقسم بربها { هل في ذلك قسم لذي حجر } مقنع لذي عقل { ألم تر كيف فعل ربك بعاد } وهم قوم هود { إرَمَ } اختلفوا فيه قيل: هو دمشق، وقيل: هو جدّ عاد، وقيل: ارم بناها شداد بن عاد وأراد أن يدخلها فأهلكه الله بصيحة من السماء، وقيل: أنه لما سمع بذكر الجنة فقال: أنا أبني مثلها فبنى ارم في بعض صحاري عدن في ثلاثمائة سنة وكان عمره تسعمائة سنة وهي مدينة عظيمة قصورها من الذهب والفضة، وأساطينها من الزبرجد والياقوت، وفيها أصناف الأشجار، ولما تم بناؤها سار بأهل مملكته، فلما كانوا منها مسيرة يوم وليلة بعث عليهم صيحة فهلكوا، وقيل: ارم بلدهم وأرضهم { التي لم يخلق مثلها في البلاد } قيل: كان طول الرجل منهم أربعمائة ذراع، قال جار الله: وكان يأتي بالصخرة العظيمة فيحملها، أولم يخلق مثل مدينة شداد { وثمود } هم قوم صالح { الذين جابوا الصخر بالواد } قطعوا صخر الجبال واتخذوا فيها بيوتاً، وقيل: أول من نحت الجبال والصخر والرخام وبنوا فيها ألفاً وسبع مائة مدينة كلها من الحجارة.