التفاسير

< >
عرض

لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ
١
وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ
٢
وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ
٣
لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ
٤
أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ
٥
يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً
٦
أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ
٧
-البلد

تفسير الأعقم

{ لا أقسم } الله سبحانه بالبلد الحرام وما بعده على أن الإِنسان خلق معموراً في مكابدة المشاق والشدائد، وقيل: برب مكة، وبالاتفاق أن البلد مكة { وأنت حلّ بهذا البلد } حلال لك حين أمر بالقتال يوم الفتح وأحل له فدخلها كرهاً ولم يحل لأحد بعده، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه خطب وقال: "إن الله تعالى حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض إلى أن تقوم القيامة لم تحل لأحد قبلي ولا لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار" ، وقيل: أقسم بهذا البلد { وأنت حلّ } أي حال { ووالدٍ وما ولد } قيل: كل والد وما ولد، وقيل: ابراهيم وولده { لقد خلقنا الانسان في كبد } هو جواب القسم في كبد في نصب وشدة، وقيل: مكابدة أمر الدنيا والآخرة، وقيل: يحتاج إلى أن يكابد العيش وأمر الدنيا ويكابد ما أمر به من أمر الطاعة واجتناب المعصية ويكابد الشكر على النعم والصبر على المحن، وروي عن ابن عباس: ليس شيء من خلق الله يكابد الانسان في أموره وحياته ومعيشته ما يكابد مع ما يصير إليه من أمور الآخرة { أيحسب أن لن يقدر عليه أحد } على إعادته بعد موته ومجازاته على أعماله { يقول أهلكت مالاً لبداً } يعني مالاً جماً في معصية الله ندماً وتحسراً، وقيل: يقول ذلك على سبيل الافتخار { أيحسب أن لم يره أحد } يطالبه.