التفاسير

< >
عرض

ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ
١
خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ
٢
ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ
٣
ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ
٤
عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
٥
كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ
٦
أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ
٧
إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ
٨
-العلق

تفسير الأعقم

{ إقرأ باسم ربك } أي اقرأ مفتتحاً باسم ربك قل: بسم الله ثم اقرأ، فأمره بالابتداء بذكره ثم بالقرآن { الذي خلق } { خلق الانسان } ويتناول كل مخلوق لأنه مطلق، وقوله: { خلق الانسان } تخصيص للانسان بالذكر مرتين ما يتناوله الخلق لأن التنزيل اليه وهو أشرف ما على الأرض { من علق } وهو الدم الجامد الذي تستحيل النطفة اليه في الرحم وقوله: { اقرأ } كرر للتأكيد، وقيل: في الأول اسمه وفي الثاني القرآن، وقيل: الأول بالقراءة نفسها وفي الثانية بالقراءة للتبليغ { وربك الأكرم } لا أحد أكرم منه لأن فعله إكرامٌ وإحسانٌ { الذي علَّم بالقلم } أي علم الخط والكتابة الذي فيه النفع العظيم فيما يتعلق بالدين والدنيا { علَّم الإِنسان ما لم يعلم } قدر على أن كرمه أنه علَّم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم ونبَّه على فضل الكتابة لما فيها من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو، وما دوّنت العلوم ولا قيّدت الحكم ولا ضُبطت أخبار الأول ومقالاتِهم ولا كتب الله المنزّلة إلا بالكتابة، ولولا هي لما استقامت أمور الدين ولا الدنيا، وقيل: علم آدم الأسماء ثم صار ذلك في أولاده، والإِنسان آدم، وقيل: هو عام { كلا }، قيل: ردعٌ وزجرٌ لا يعص مع هذه النعم، وقيل: حقَّاً { إن الانسان ليطغى } ليتجاوز إلى منزله في طعامه ولباسه، وقيل: لحرصه على المال والدنيا وجمعها { أن رآه استغنى } يعني إن رأى لنفسه غناءً ومالاً وديناً، وقيل: الرؤيا بمعنى الظن أي يظن نفسه غنياً { إن إلى ربك } أي الموضع الذي يحكم فيه بين العباد { الرجعى }.