التفاسير

< >
عرض

يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ
٦
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
٧
وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ
٨
-الزلزلة

تفسير الأعقم

{ يومئذ يصدر الناس أشتاتاً } يتفرقون عن قبورهم الى الحساب قيل: أشتاتاً كل قوم على دين ومذهب، فيردون زمرة زمرة كل زمرة يقدمها امامها، وقيل: يتفرقون عن موضع الحساب الى موضع الجزاء، أشتاتاً متفرقين فأخذ ذات اليمين الى الجنة وأخذ ذات اليسار الى النار { ليروا أعمالهم } قيل: يروا جزاء أعمالهم، وقيل: يروا صحائف أعمالهم، قال ابن عباس: ليس مؤمن ولا كافر إلا أراه الله عمله، فأما المؤمن فيريه حسناته وسيئاته فيغفر له سيئاته، والثاني تحبط حسناته { فمن يعمل مثقال ذرة } قيل: النملة الصغيرة، وروي عن ابن عباس انه قال: مائة نملة وزن حسنة { خيراً يره } أي يجد جزاء ما عمل من الخير وإن قلّ { ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره } واختلفوا في هذه الآية قال ابو علي (رحمه الله): حمله على الرؤية على الجزاء لأن المؤمن والتائب يرى السيئات مكفرة ويثاب على الحسنات من غير تخسير، والكافر يرى حسناته محبطة، وقال أبو هاشم: يجازى على جميع أفعاله لا يضِع شيئاً فان كان مؤمناً يجازى على حسناته وان كان كافراً يعاقب على ذنوبه.