قوله: { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } يقوله للنبي عليه السلام، لقول المشركين له:
إنك مجنون وإنك شاعر، وإنك ساحر، وإنك كاذب. { إِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً } أي:
فسينصرك عليهم ويذلهم لك. { هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ } أي: لا أسمع منه ولا أعلم
منه.
قوله: { أَلاَ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ } أي: جميع من في
السماوات ومن في الأرض وأصنامهم التي يعبدونها من دون الله وأنفسهم [يفعل فيهم وبهم ما يشاء] قوله: { وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ شُرَكَاءَ } يقول: إن
الذين يعبدون من دون الله ليسوا بشركاء الله. { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ } يقول: ما
يعبدون أوثانهم ويقولون إنها تقربهم إلى الله زلفَى، وما يقولون ذلك بعلم، إن هو
منهم إلا ظن. { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } أي: إلا يكذبون.
قوله: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ } يعني لتستقروا فيه من النصب
{ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً } أي: منيراً لتبتغوا فيه معايشكم { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَسْمَعُونَ } وهم المؤمنون سمعوا عن الله ما أنزل إليهم فقبلوه.
قوله: { قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً } يعني مشركي العرب. وذلك أنهم قالوا: إن
الملائكة بنات الله { سُبْحَانَهُ } ينزّه نفسه عن ذلك { هُوَ الغَنِيُّ } أي: عن الولد { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الأَرْضِ }. ثم قال: { إِنَّ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا } أي:
ما عندكم من حجة بهذا الذي قلتم { أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أي: نعم قد
قلتم على الله ما لا تعلمون.
قوله: { قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } ثم انقطع
الكلام.