التفاسير

< >
عرض

وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيۤ أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ إِنِّيۤ إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ
٣١
قَالُواْ يٰنُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٣٢
قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ
٣٣
وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِيۤ إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٣٤
أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ
٣٥
وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
٣٦
-هود

تفسير كتاب الله العزيز

قال نوح: { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللهِ } أي: خزائن علم الله. { وَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ } من الملائكة { وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ } من المؤمنين { لَن يُّؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً } قال بعضهم: إيماناً، وقال الحسن: { لَن يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً } أي: في العاقبة.
{ اللهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ } أي: إنه سيؤتيهم بذلك خيراً إن كانت قلوبهم صادقة. { إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ }.
{ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا } أي: ماريتنا، { فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا } أي: مِرَاءَنا.
{ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } من عذاب الله { إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }.
{ قَالَ }: ليس ذلك إليّ، وهذا إضمار. { إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } أي: بالذين تعجزون الله فتسبقونه حتى لا يقدر عليكم فيعذبكم.
{ وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ } أي: أن يهلككم. مثل قوله تعالى:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ } [إبراهيم:4] بعد البيان. قال الله: { هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.
{ أَمْ يَقُولُونَ } يعني مشركي العرب { افْتَرَاهُ } أي: إن محمداً افترى القرآن، على الاستفهام، أي: قد قالوا. { قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ } من قبل الجرم. يقول: فعليّ عملي وأنا بريء مما تعملون. وهو كقوله
{ قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } [سبأ:50].
قال: { وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ ءَامَنَ } قال: بعضهم: ذلك حين دعا نوح عليهم السلام فقال:
{ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً } [نوح:26] { فَلاَ تَبْتَئِسْ } أي: لا تحزن عليهم { بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } قال بعضهم: لا تأسَ ولا تحزن.