التفاسير

< >
عرض

وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ
٨٩
وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ
٩٠
قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
٩١
قَالَ يٰقَوْمِ أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
٩٢
وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَٰمِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَٰذِبٌ وَٱرْتَقِبُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ
٩٣
-هود

تفسير كتاب الله العزيز

{ وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي } أي: لا يحملنكم فراقي { أَن يُصِيبَكُم } قال الحسن: بكفركم { مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } أي: أن ينزل بكم من عذاب الله مثل ما نزل بهم.
{ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ } لمن استغفره وتاب إليه { وَدُودٌ } أي: يود أهل طاعته. وقال الحسن: يتودَّدُ إلى خلقه.
{ قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ } [أي: لا نقبل ما تقول، وقد فهموه وقامت بينهم به الحجة] { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً } أي: مصاب البصر؛ كان أعمى. { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ } أي: بالحجارة فقتلناك بها. { وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } وكان من أشرافهم.
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللهِ } على الاستفهام { وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً } قال مجاهد: فضلاً. وقال غيره: أعززتم قومكم وأظهرتم بربكم، يعني أنكم جعلتموه منكم بظهر.
{ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } أي: خبير بأعمالكم. كقوله:
{ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً } [الكهف:91] وكقوله: { أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً } [الطلاق:12].
قوله: { وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي: على ناحيتكم، أي: على الكفر. وهذا وعيد { إِنِّي عَامِلٌ }. على ناحيتي، أي: على ديني { سَوْفَ تَعْلَمُونَ } وليس يأمرهم أن يثبتوا على دينهم، ولكن يخوفهم أنهم إن ثبتوا على دينهم جاءهم العذاب.
قال: { مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } أي: في الدنيا قبل عذاب الآخرة. { وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ } أي: سيعلمون إذا جاءهم العذاب من الكاذب. { وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } كقوله:
{ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ } [الأعراف:71].