التفاسير

< >
عرض

قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ
١٠
قَالُواْ يَٰأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ
١١
أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
١٢
قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِيۤ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ
١٣
قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ
١٤
فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
١٥
-يوسف

تفسير كتاب الله العزيز

{ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ } قال بعضهم: هو روبيل، وكان أكبر القوم، وهو ابن خالة يوسف وهو الذي قال: { أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللهِ } [يوسف: 80]. وقال مجاهد: كبيرهم شمعون، وأكبر منه في التلاد روبيل.
{ لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الجُبِّ } أي: في بعض نواحيها { يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ } أي: بعض مارة الطريق { إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } ولا تقتلوه.
{ قَالُوا يَا أَبَانَا مَالَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَع وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } وهي تقرأ على وجهين: بالياء والنون. فمن قرأها بالياء فهو يعني يوسف، يقول: يرتع ويلعب. ومن قرأها بالنون فهو يعني جماعتهم. وقراءة الحسن بالياء، وقراءة مجاهد بالنون. وقال مجاهد: تفسير نرتع ونلعب، أي: ننشط ونلهو.
قوله: { إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } أي: جماعة { إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ } أي: إِنا إذاً لعَجَزَة.
قال الله: { فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الجُبِّ } ففعلوا وألقوه في الجبّ. { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ } قال مجاهد: إلى يوسف. قال الحسن: أعطاه الله النبوة وهو في الجبّ. وقال بعضهم: هو إلهام { لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي: أنك يوسف. ولم يكن إخوة يوسف يومئذٍ أنبياء، وإنما أوتوا النبوّة بعد ذلك، وهم الأسباط.
وقال بعضهم: أتاه وحي الله وهو في البئر بما يريدون أن يفعلوا به، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }. أي: بما أطلع الله عليه يوسف من أمرهم.