{ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي } قال: { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا } أي: من
أهل المرأة. قال بعضهم: أخوها، وقال بعضهم: ابن عمها. فجعله العزيز بينهما
حكماً، فقضى بينهما بالحق.
قال: { إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ
قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ }.
وفي تفسير الكلبي: إنه كان شاهداً. قال: سمعنا الجلبة وقَدَّ القميص؛ فإن
كان قُدَّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين، أي: فهو الذي أرادها على نفسها فقَدَّت
قميصه. وإن كان قُدَّ من دبر فهو الذي فَرَّ منها فقدَّت قميصَه.
وقال مجاهد: وشهد شاهد من أهلها، أي: قميصه مشقوق من دبر، فذلك
شاهدها.
وقال بعضهم: وشهد شاهد، أي: وحكم حاكم من أهلها. وقال بعضهم:
شهد رجل حكيم. وكان لعمري حكيماً إذ حكم بهذا، فقال: القميص يقضي بينهما؛
إن كان قُدَّ من قُبُل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قُدَّ من دبر فكذبت وهو من
الصادقين.
قوله: { فَلَمَّا رَءَا قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ } زوجها { إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ
عَظِيمٌ }. قال الحسن: ثم قال ليوسف: { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا } ولا تذكره ولا
تُفْشِه. وقال لها: { وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكَ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الخَاطِئِينَ } يعني الخطيئة.
وقال الكلبي: إن قريبها، وهو ابن عمها، رغب إلى يوسف أن يُعرض عن
ذلك، ولا يذكره لأحد، وقال لها استغفري لذنبك من زوجك واستعفيه ألا يعاقبك
إنك كنت من الخاطئين.