التفاسير

< >
عرض

مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٤٠
يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا ٱلآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ
٤١
-يوسف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَءَابَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } أي: من حجة { إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ } أي: إن القضاء إلا لله { أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ } أي: لم يأمر العباد إلا بعبادته. قال الله: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء:25].
ذكر بعضهم قال: لما علم يوسف أن أحدهما مقتول دعاهما إلى حظهما من ربهما، فقال: { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ } أي: إنه قهر العباد بالموت وبما شاء من أمره.
قوله: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } وهم الذين لا يؤمنون، وهم أكثر الناس. ذكروا عن الحسن قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم]
"يقول الله لآدم، يا آدم قم فابعث بعث أهل النار. قال: يا رب، وما بعث أهل النار؟ قال من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة، فلما سمعوا ما قال نبيهم أبلسوا حتى ما يُجلى أحدهم عن واضحة. فلما رأى ما بهم، قال: أبشروا، فما أنتم في الناس إلا كالرقمة في ذراع الدابة، أو كالشامة في جنب البعير. وإنكم لمع الخليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثَّرَتاه: ياجوج وماجوج ومن هلك من بني إبليس، فتكمل العدة من المنافقين" .
قوله: { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الأَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } وقد فسّرناه في الآيات الأولى.